غزة- القدس الاقتصادي- اسلام أبو الهوى- تبدو الفنادق والمطاعم السياحية أشبه بالفارغة على مدار ساعات اليوم إلا من بعض الزبائن أو ورش العمل التي تحتضن المشاركين فيها لعدة ساعات قبل أن يغادروا المكان تاركين خلفهم سؤالا كبيرا يدق في الأرجاء ويقول: لماذا ؟؟.
لماذا غاب الزبائن تاركين أصحاب الفنادق يواجهون مصيرهم وحدهم في إشارة واضحة من الضعف العام وقلة الإِشغال الفندقي في قطاع غزة الأمر الذي يهدد بكارثة سياحية ستلقي بآثارها على كل قطاع السياحة في مدن غزة التي باتت لا تنتعش إلا مع كل حرب أو عدوان جديد على غزة بعد أن تمتلأ بالصحفيين والإعلاميين الأجانب الذين يأتون لتوثيق الدمار والموت ويعودون بعد أيام وكأن شيئا لم يحدث.
يشكون الحال..ولكن لا حلول الحديث مع أصحاب المشاريع السياحية يبدو حديثا مكررا بعد أن جأروا بالشكوى عدة مرات خلال سنوات الحصار الأخيرة دون جدوى ودون حلول تساعدهم على مواجهة ما يجرى لدرجة بات معها ضمان عقد المؤتمرات واللقاءات في الفندق يلقى الاهتمام الكبير من أصحاب المنشآت السياحية في محاولة لتعويض خسائرهم وتسديد لوازم التشغيل اليومية من عمال وكهرباء ومياه وصيانة دورية. رغم لجوء العديد من المنشآت السياحية إلى تخفيض أسعارها سعيا لاجتذاب الزبائن إلا أن الحل لم يكن عمليا مما دفع أحد المستثمرين الاوائل في هذا المجال إلى تأجير منشأته السياحية والسفر إلى الخارج لعله يستطيع ايجاد عمل مناسب بعد أن اعتمد لسنوات طويلة على ما تدره المنشأة السياحية من أرباح .
قالت رانيا السلطان منسقة ميداني في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية التي تعمل ضمن مشروع المرأة والمشاركة السياسية إن أغلب فعاليات المشروع ترتكز على الندوات والورشات التوعوية والتثقيفية في شتى المجالات. مشاربع ترتكز على الورش والندوات وأضافت " أن هذه اللقاءات تستهدف عددا كبيرا من النساء مما يتطلب استئجار قاعة وذلك لعدم توفر متسع في المؤسسة نفسها"، مشيرة إلى أنهم يطلبون من عدة فنادق تختص بهذا الشأن عرض سعر ومن يأتيهم بالسعر الملائم لموازنة المشروع تقرر المؤسسة اقامة ورشات العمل لديه. وتابعت "تعاملنا مع فنادق عديدة والخدمة متماثلة في معظمهم ولكن منهم من يحاول تقديم الأفضل والأفضل لاستمرارية العمل معهم وذلك لسوء الحركة السياحية لتلك الفنادق".
أما هداية البنا قالت "نلجأ إلى الفنادق في الحالات الطارئة أو المؤتمرات السنوية لاختتام المشاريع"، مضيفة أنهن في المؤسسة يعتمدن على ايجار القاعات من المؤسسات الشريكة أو الصديقة وذلك لرخص ثمنها مقارنة باستئجار قاعة من احد الفنادق.
من جهة أخرى، قالت نفين الكفارنة منسقة مشاريع أن المؤسسة تلجأ لعمل ورشات العمل واللقاءات لعدم توفر قاعة مؤهلة لاستيعاب الأعداد المستهدفة في الورشات. وتابعت "أننا في المؤسسة لا نفضل عمل الورشات في الفنادق والمطاعم وذلك لأننا منظمة أهلية جماهيرية نسوية تستهدف النساء في الميدان إلى جانب أنها مكلفة جدا".
ويشير محمد هنية مدير العلاقات العامة إلى أن ملكية منتجع الشاليهات تعود لمجموعة من المساهمين وقد تم افتتاحه في اواخر 2009 م ، وقد شهد اقبالا ممتازا لأنه بمتناول الجميع حيث تبلغ تذكره دخوله 10 شواقل والطلبات اختيارية مع امكانية احضار المأكولات. وقال إن الخدمة في المنتجع موسمية وتقتصر على فصل الصيف ما دفع إدارة المنتجع إلى التفكير في فتح صالة أفراح وقاعة للمؤتمرات في الصيف لتعويض الكساد في فصل الشتاء، مضيفا أن المبيت في المنتجع مقتصر على الأفراح بحيث يفضل العرسان المبيت لثلاثة أيام في المنتجع بعد الانتهاء من الفرح.
حركة ضعيفة على المبيت بدوره، قال علاء شبلاق مدير العلاقات العامة في فندق جراند بلاس إن الحركة على المبيت داخل الفندق ضعيفة جدا وفي بعض الأحيان لا تكاد موجودة مضيفا أن ثقافة المبيت في الفنادق غير واردة في المجتمع الفلسطيني إلا في المناسبات الاجتماعية أو عند عقد مؤتمر متواصل لعدة أيام متواصلة مما يضطر القائمين عليه المبيت إن كانوا من أماكن بعيدة .
وأشار إلى أن حركة المبيت نشطت ووصلت إلى الذروة في حالة العدوان على غزة في حرب الأيام الثمانية بحيث قدم إلى الفندق الوفود إلى جانب مبيت الصحفيين والمترجمين معهم ولكن بانتهاء الحرب عاد الحال إلى ما هو عليه. وبين شبلاق أن إدارة الفندق توجهت إلى عقد المؤتمرات وورش العمل لتردي الأحوال حيث انها تشكل دخلا جيدا لتسديد الالتزامات الملقاة على عاتق ادارة الفندق، مشيرا إلى أن المؤتمرات أيضا موسمية ولا تعقد إلا من وقت إلى آخر.
ونوه إلى أنه ليس بمقدرة كل المؤسسات عقد لقاءاتها في الفنادق أي أن العمل مقتصر مع مؤسسات معينة. المؤتمرات جسم أصيل في السياحة من جهة أخرى، قال رزق الحلو مدير دائرة السياحة في وزارة السياحة والآثار "تعتبر سياحة السياحة المؤتمرات والمعارض جسما أصيلا في السياحة حيث يتيح وجود مؤسسات المجتمع المدني فرص عديدة لإقامة عشرات المؤتمرات وورشات العمل الدورية في شتى المجالات المختلفة سواء السياسية، والاقتصادية، والثقافية والاجتماعية، مضيفا أن العديد من المنشآت السياحية سواء كانت فنادق أو مطاعم تحول جزء من عملها إلى استضافة ورشات عمل ولقاءات ومؤتمرات وأحيانا بعض المعارض. ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي كان له تأثير كبير في تعاطي أصحاب هذه المنشآت لتحويل عملهم من فنادق لمبيت النزلاء إلى فنادق لاستضافة المؤتمرات وورش العمل لتغطية النفقات التشغيلية للعاملين والخدمة والكهرباء والمياه .. إلخ.
وأوضح أن السياحة الداخلية هي في الأصل انتقال من مكان إلى مكان آخر لمدة لا تقل عن يوم وليلة مما يلزم الشخص المتنقل المبيت في فندق أو ما شابه ولكننا نتعاطى على ما يحدث في القطاع على أنها سياحة داخلية، لافتا إلى ان ثقافة المبيت في الفنادق مفتقدة في قطاع غزة إضافة إلى كلفتها العالية التي ليست بمقدرة المواطن الغزي بسبب الوضع الاقتصادي السيء. وبين أن الانتقال من مكان إلى آخر لا يلزمه المبيت وذلك لقرب المسافة وامكانية العودة في نفس الوقت بينما الحال في دول الانتقال من مكان الى آخر يلزم المبيت وذلك لبعد المسافة وعدم امكانية العودة.
وبين الحلو أن استضافة المؤتمرات والأيام الدراسية وورش العمل والندوات ليست بجسم غريب عن السياحة الداخلية كما أنها تشكل دخلا جيدا على الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
وأشار الحلو إلى أن وزارة السياحة والآثار عقدت ورشة عمل بعنوان السياحة في غزة بين متطلبات القطاع السياحي والتنمية خلال الشهر الجاري لمناقشة متطلبات القطاع السياحي المحلي ووضع الخطط الملائمة لتطوير هذا قطاع والنهوض به والتغلب على كافة المعيقات التي تواجهه لتحقيق تنمية سياحية فاعلة، مؤكدا أهمية النهوض بهذا القطاع ليساهم في توفير فرص عمل والحد من البطالة.
وفي ختام حديثه، دعا الحلو إلى ضرورة رفع المستوى التعليمي والتدريبي في المجال السياحي ومطالبة جميع المؤسسات ذات العلاقة بتفعيل مهامها من أجل النهوض بالقطاع السياحي لتحقيق التنمية المطلوبة للاقتصاد الوطني الفلسطيني.