"فتاة البحر" تقارع الأمواج بأنوثتها بحثاً عن لقمة العيش
ABRAJ: 1.99(%)   AHC: 0.88(%)   AIB: 1.50(1.32%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.60(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.37(0.72%)   AZIZA: 3.00(1.64%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.61(0.62%)   BPC: 4.22(4.46%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.04( %)   JCC: 2.08(4.00%)   JPH: 3.80(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36(0.42%)   MIC: 3.14(%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.68( %)   NIC: 3.32( %)   NSC: 3.31( %)   OOREDOO: 0.83(2.47%)   PADICO: 1.10(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.73(1.46%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.91(0.00%)   PRICO: 0.32( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.34( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.60( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.00(4.17%)   TNB: 1.42(0.71%)   TPIC: 2.05( %)   TRUST: 3.04( %)   UCI: 0.48(0.00%)   VOIC: 14.50( %)   WASSEL: 0.92(1.08%)  
1:19 مساءً 16 نيسان 2017

"فتاة البحر" تقارع الأمواج بأنوثتها بحثاً عن لقمة العيش

غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لم تعد مهنة صيد الأسماك تختص بالرجال فقط بعدما اقتحمت الشابة مادلين كلاب مهنة الصيد ودخلتها من أوسع الأبواب, لتكون السيدة الأولى التي تعمل في مجال صيد الأسماك, ليطلق عليها "فتاة البحر".

وقفت كلاب صاحبة العشرين عاماً من مدينة غزة أمام أمواج البحر المتلاطمة تتأمل ذكرياتها منذ أن كانت طفلة عندما كان يصطحبها والدها إلى البحر لتداعب تلك الأمواج التي أصبحت اليوم تواجهها بكل قوة.

المرض الذي تعرض له والد كلاب قلب موازين حياتها خاصة وأنه أصبح لا يقوى مغادرة الفراش لتفقد العائلة مصدر الرزق الوحيد لها من مهنة الصيد، لكن تلك الطفلة التي لم تكن تتجاوز الثالثة عشر من عمرها أرادت أن تفتح لنفسها آفاقا جديدة من أجل مساعدة عائلتها في توفير لقمة العيش لتعتلي مراكب الصيد وتلقي شباكها في البحر مستشهدة بجرأة والدها في التعامل مع البحر.

وعلى الرغم من عشقها الكبير لمهنتها التي أحبتها منذ كانت طفلة إلا أن هذا الأمر يتسبب لها بالكثير من المعيقات في حياتها خاصة وأنها لم تتمكن من اكمال دراستها بالشكل المناسب من أجل توفير قوت عائلتها إلى جانب أن العمل في مثل هذه المهنة يجعل من فكرة الزواج أمر صعب.

وتقول كلاب لـ" الاقتصادي" أنها تبدأ يومها في الساعة الرابعة فجراً قبل شروق الشمس والبدء في صيد الأسماك حتى السابعة صباحاً, قبل أن تعود للصيد من جديد قبل الغروب والتي تستمر حتى الساعة الثانية عشر ليلاً, خاصة وأن جميع الصيادين في غزة يعتمدون هاتين الفترتين للصيد, لتبدأ مشوار جديد بعد الانتهاء من عملية الصيد لبيع ما قامت بصيده.

وتضيف أنها تلجأ في الكثير من الأوقات التي لا تتمكن فيها من صيد الأسماك للجوء لعمل رحلات على المركب الخاص بها بمقابل مادي, مشددة على أنها لا تعاني من أي مشاكل اجتماعية في مهنة الصيد مع أي أحد من الصيادين خاصة وأن الجميع يعاملها كأخت لهم كونها الفتاة الوحيدة.

وتابعت:" عائلتي وأصدقائي تقبلوا فكرة عملي كصيادة في ظل الظروف الإجتماعية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة وقلة الموارد المالية".

وتتحدث كلاب عن التحديات التي تقف عائقاً أمام تحقيق رغباتها :" اتكفل بعائلتي المكونة من والدتي ووالدي وثلاثة أشقاء وتفكيري في الزواج سيجعل مصير قوتهم مجهولا خاصة أنه سيكون من الصعب أن استمر في عملي في حال زواجي, ولا يمكن لأي زوج أن يقبل فكرة أن تعمل زوجته في مثل هذه المهنة إلى جانب أن عائلتي تعتمد علي لتوفير كامل الاحتياجات".

ولم تسلم الشابة كلاب من مضايقات الاحتلال الذي يواصل ملاحقة الصيادين في عرض البحر ويطلق عليهم النيرات بشكل مستمر، حيث كادت أن تفقد حياتها بعدما أطلق الاحتلال النار عليها العام الماضي, الى جانب تعرضها للاعتداء من قبل بحرية الاحتلال قبل أن تقوم بمصادرة الشباك الأمر الذي تسبب بخسائر كبيرة, خاصة وأنها حصلت على قرض من البنك لشراء مركب والشباك وبعض المستلزمات الخاصة بالصيد.

وتشير إلى أنها بدأت منذ فترة في الحصول على بعض الأوقات لإكمال دراستها بتخصص السكرتارية وإدارة الأعمال من أجل مواصلة مشوارها التعليمي على أمل أن تحظى بوظيفة تخفف عنها أعباء الحياة وتمنحها راحة من العمل في مهنة الصيد المتعبة لها.

 وتتمنى أن يتحول حلمها إلى حقيقة والذي يتمثل في انشاء مسمكة خاصة بها لكي تتمكن من استقبال زبائنها الذين يثقون بها بشكل كبير في ظل المصداقية التي تعتمدها في عملية بيع الأسماك.

Loading...