"حياكة النجاح"...سيدة أعمال فلسطينية تعطي نموذجاً للمثابرة
ABRAJ: 1.99(%)   AHC: 0.88(%)   AIB: 1.50(1.32%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.60(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.37(0.72%)   AZIZA: 3.00(1.64%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.61(0.62%)   BPC: 4.22(4.46%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.04( %)   JCC: 2.08(4.00%)   JPH: 3.80(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36(0.42%)   MIC: 3.14(%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.68( %)   NIC: 3.32( %)   NSC: 3.31( %)   OOREDOO: 0.83(2.47%)   PADICO: 1.10(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.73(1.46%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.91(0.00%)   PRICO: 0.32( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.34( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.60( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.00(4.17%)   TNB: 1.42(0.71%)   TPIC: 2.05( %)   TRUST: 3.04( %)   UCI: 0.48(0.00%)   VOIC: 14.50( %)   WASSEL: 0.92(1.08%)  
12:00 صباحاً 12 حزيران 2016

"حياكة النجاح"...سيدة أعمال فلسطينية تعطي نموذجاً للمثابرة

الاقتصادي - قلقيلية - الضفة الغربية: بعاطفة كبيرة ودموع تنهمر من الفرح، استقبلت فاطمة الجدع خبر فوزها بجائزة خلال حفل عشاء نظمه مركز التجارة الفلسطيني-بال تريد، كاعتراف جديد بجهدها على مدار ثلاثة عقود في بناء قطاع النسيج في الضفة الغربية. وساعدها ابنها الوحيد أحمد (22 عاماً) في الصعود على خشبة المسرح لتسلم الجائزة.

الطريق الى "حياكة" النجاح بدأت متواضعة جداً لهذه الريادية الفلسطينية التي تبلغ من العمر 56 عاماً، حيث باشرت الطريق مع ماكينة خياطة واحدة قدمها والدها لها كهدية منذ ما يقرب ال 30 عاماً. تقول فاطمة:" كان لوالدي رؤية ثاقبة، وآمن بقدرتي على أن أكون رائدة في عملي وحياتي".

 

قرية صغيرة ومهمشة

من سطح مصنع وورشة الهناء للخياطة، يمكن التمتع بمشهد جميل لمئذنة في قرية حبلة بمحافظة قلقيلية، القرية الصغيرة والمهمشة في الضفة الغربية.

هذه القرية هي المكان الذي شحذ همة فاطمة للنجاح في حرفتها. وكان حلمها منذ الصغر أن تصبح سيدة أعمال. وفي ذلك الوقت، لم تتخيل أبداً أن عملها سوف ينمو ليصبح كما هو الآن.

ثم، بدأت العمل كخيّاطة تصنع الزي المدرسي للطلاب في القرى الأخرى. في غضون بضع سنوات، قامت بتشغيل العشرات من الموظفين للعمل في ورشتي عمل.

تدير ورشة خياطة الهناء الآن ستة فروع إضافية وتنتج حوالي 65 ألف قطعة شهريا. وبلغ إجمالي مبيعات العام الماضي حوالي 1.5 مليون دولار أمريكي. وتحصل فاطمة على غالبية العمل من خلال اتفاقيات فرعية مع شركات خارج الضفة الغربية.

 

مئات الموظفين، معظمهم من النساء

في الضفة الغربية، حيث بلغ معدل البطالة بين النساء حوالي 26% في عام 2013، فإن هذه الوظائف هي شريان الحياة. وتوظف فاطمة الكثير من النساء اللواتي فقدن أزواجهن أو المطلقات أو اللواتي يعانين من إعاقة، حيث يعتمدن على هذا العمل لكسب لقمة العيش لهن ولأسرهن.

رانية (37 عاماً) توفي زوجها منذ عشرين سنة بعد معاناة مع مرض السرطان، وقبل ثلاثة أيام من ولادتها لابنهما البكر. تقول: "من الصعب العثور على عمل مثل هنّا".

من جهتها، تقول الموظفة شهيرة (50 عاماً) والتي تعيل 9 أفراد من أسرتها من خلال عملها في حياكة القمصان، "هذا العمل يعني لي كل شيء لأنني بحاجته، أنا بحاجته بصورة ماسة".

بدورها، تقول سميحة (49 عاماً) إن دخلها من المصنع يساعدها في رعاية طفليها بعد أن انفصلت عن زوجها. وتعبّر سميحة عن امتنانها لأنها وجدت مثل هذا العمل وهذه المديرة الطيبة (فاطمة).

وتضيف سميحة: "إنها تتعامل مع الناس بلطافة، خاصة النساء. أحييها على كل جهودها".

 

جوائز ومنح

في عام 2006، فازت فاطمة بجائزة "رياديات الأعمال ودورهن في التنمية المستدامة". وبعد أربع سنوات، شاركت في القمة الرئاسية لريادة الأعمال والتي عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن.

في عام 2010، تلقت منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بقيمة 150 ألف دولار أمريكي، والتي ساعدتها في شراء 95 آلة خياطة جديدة. وأوجدت شركتها أكثر من 40 فرصة عمل جديدة بعد فتح منشأة جديدة.

وفتح مصنع فاطمة خطوط عمل جديدة مع الفنادق، من خلال صناعة الفراش وأغطية الوسادات وغيرها ذلك. كما يتطلع المصنع الى إعادة تدوير قصاصات من بقايا النسيج وتحويلها الى سجاد ومناديل يمكن بيعها.

 

قصة ملهمة

فاطمة ليست مجرد سيدة أعمال قيادية، بل انها تتعامل مع موظفيها كما لو انهم أفراد عائلتها. تقول: "لا أتعامل مع الموظفين كأنهم عمال، بل أعاملهم كعائلتي الثانية".

قصة مثابرتها ألهمت موظفاتها وساهمت في تمكينهن، حيث بدأت بعضهن أعمالاً تجارية خاصة عندما تزوجن وانتقلن للسكن في مكان آخر.

"كل امرأة تريد المكافحة من أجل تحقيق ما حققته فاطمة" تقول رانية، إحدى الموظفات.

وتدفع فاطمة موظفاتها الى الفخر بحرفتهن. وتقول شهيرة: "تقول لي دائما إن عملك سيجعلك تشعرين بأنك على قيد الحياة، فهو يمنحك المكانة والشخصية. ويسمح لك أن تعتمدين على نفسك".

الوضع السياسي الحساس في الضفة الغربية وقطاع غزة يؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي، مما يجعل المستثمرين حذرين. ونتيجة لذلك، فإن المنطقة لا تجذب ما يكفي من الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يساهم في النمو الاقتصادي.

لمعالجة هذه القضايا، قدم مشروع "شركاء في الاستثمار" الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المنح إلى 35 من الشركات الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة الحجم في قطاعات ذات إمكانات نمو كبيرة -بما في ذلك الحجر والرخام، والصناعات الغذائية، والمنسوجات، ومنتجات الألبان، والأثاث والمفروشات والبلاستيك-استفادت من أكثر من 14 مليون دولار أمريكي من خلال الشراكة الاستثمارية في المعدات.

من عام 2008 إلى عام 2012، ساهمت آلية تمويل رأس المال الثابت في توسع هذه الشركات، وتعزيز النشاط الاقتصادي في الضفة الغربية، وخلق فرص اقتصادية جديدة.

ومع نهاية المشروع، ارتفعت إيرادات الشركات لتصبح أكثر من 32 مليون دولار أمريكي، وأوجد المشروع أكثر من 800 فرصة عمل جديدة – ليعكس البيئة الاستثمارية المربحة والملائمة للاستثمار في الضفة الغربية

.

Loading...