الاقتصادي - سبق وجود الألماس الإنسان على الأرض، بل وحتى الديناصورات؛ فقد تشكل في أعماق الأرض قبل ما بين مليار و3 مليارات سنة، وظهر على السطح نتيجة ثورات بركانية حدثت قبل نحو 300 إلى 400 مليون سنة، وفقًا لمنصة شركة "ريو تينتو"، إحدى كبرى شركات التعدين في العالم.
يُعد الألماس من أثمن الأحجار الكريمة، وقد ارتبط لعقود بالترف والحب الأبدي، وأصبح رمزًا للثروة في الأسواق العالمية، حيث يُستخرج من باطن الأرض ويُباع في المزادات الفاخرة لتتزين به النخب الثرية.
الألماس الدامي
لكنّ لهذا الحجر وجها آخر قاتما، إذ تحوّل في بعض الدول الأفريقية إلى ما يُعرف بـ"الألماس الدامي"، حيث استخدم في تمويل الحروب الأهلية وتأجيج الصراعات العرقية، مع استغلال الأطفال والعمال، وتورط شبكات الفساد والجريمة المنظمة، تحت غطاء شركات عالمية تسعى للربح دون اعتبار لحقوق الإنسان.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الألماس في بلد غني مثل الولايات المتحدة رمزا للمكانة الاجتماعية يتفاخر به الأميركيون، لا سيما في خواتم الخطوبة، يتناسون أن الأشخاص الذين تُشوه أطرافهم لاستخراجه غالبا ما لا يملكون إصبعا ليضعوا عليه أي خاتم، كما يقول الباحث الأميركي دانييل روسو في مقالة نشرها في منصة جامعة بوسطن الأميركية.
إسرائيل والألماس الدامي
ورغم عدم امتلاكها مناجم، تُعد إسرائيل من أكبر الدول المُصدرة للألماس المصقول، إذ بلغت صادراتها 634.9 مليون دولار عام 2024، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.
وقد استفادت من شراكات اقتصادية وعسكرية مع دول أفريقية للوصول إلى مناجم الألماس بأسعار تفضيلية.
وتفيد تقارير بأن شركات إسرائيلية ذات ارتباط بالمؤسسة العسكرية حصلت على امتيازات لتوريد الأسلحة مقابل الحصول على الألماس، ما عزز صناعتها التي أصبحت من الركائز الاقتصادية في البلاد.
كما اتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة إسرائيل عام 2009 باستيراد الألماس بشكل غير قانوني من دول مثل سيراليون وساحل العاج.
أكبر احتياطيات الألماس الطبيعي
وتملك أفريقيا أكبر احتياطي من الألماس الطبيعي، وتنتج 51% من حجمه و66% من قيمته عالميًا، وفقًا لمنصة "مايننغ.كوم".
ومنذ عام 1870، جاء معظم الألماس عالي الجودة من القارة، وفقًا لمنصة "فوتورا ساينس" الفرنسية، وتبرز بوتسوانا، وجنوب أفريقيا، وأنغولا، والكونغو كأهم المنتجين.
ومن أبرز الاكتشافات ماسة "كولينان" في جنوب أفريقيا عام 1905 بوزن 3106 قراريط، والتي قُطعت منها قطع تُزين التاج البريطاني، وفقًا لصندوق المجموعة الملكية.
كما اكتُشفت في بوتسوانا عام 2021 ماسات ضخمة تزن 2492 و أخرى تزن 1098 قيراطًا، مما عزز مكانتها كأكبر منتج للألماس عالي الجودة.
تجارة الألماس العالمية
وبلغت قيمة سوق الألماس العالمي 97.57 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تنمو إلى 138.66 مليارًا بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي قدره 4.5%، وفقًا لمنصة "فورتشن بيزنس إنسايت".
أكبر 10 دول أفريقية منتجة
يُنتج الألماس الطبيعي في 21 دولة فقط، وتتركز النسبة الكبرى في أفريقيا.
ومن بين أكبر 10 منتجين في 2024، هناك 8 دول أفريقية، إلى جانب روسيا وكندا، وفقًا لمنصة "غلوبال إيكونومي":
وهذه قائمة بأكبر 10 دول أفريقية منتجة للألماس:
بوتسوانا: 28.2 مليون قيراط.
أنغولا: 14 مليون قيراط.
الكونغو: 9.79 ملايين قيراط.
جنوب أفريقيا: 5.34 ملايين قيراط.
زيمبابوي: 5.29 ملايين قيراط.
ناميبيا: 2.32 مليون قيراط.
ليسوتو: 696 ألف قيراط.
سيراليون: 574 ألف قيراط.
تنزانيا: 374 ألف قيراط.
غانا: 333 ألف قيراط.
الجزيرة