من يقف خلف قوة الشيكل رغم الحرب والتوترات؟ خبير مالي يتحدث لـ"الاقتصادي"
10:51 صباحاً 14 تموز 2025

من يقف خلف قوة الشيكل رغم الحرب والتوترات؟ خبير مالي يتحدث لـ"الاقتصادي"

تراجع الدولار مقابل الشيكل لا يعكس بالضرورة تحسنا في مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي

الاقتصادي- تحرك سعر صرف الدولار مقابل الشيكل صباح الاثنين، مسجلًا 3.35 شيكل لكل دولار، في أدنى مستوى له منذ نحو خمس سنوات، وتحديداً منذ مطلع كانون الثاني/يناير 2021، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التراجع، خاصة في ظل الوضع الأمني والسياسي المتوتر في إسرائيل.

يرى الباحث الاقتصادي والمالي طارق الحاج، في حديثه لـ"الاقتصادي" أن تراجع الدولار مقابل الشيكل لا يعكس بالضرورة تحسنا في مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي، بل يعود في الأساس إلى ظروف سياسية واقتصادية مركبة، أبرزها عدم استقرار الحكومة الإسرائيلية وفتحها لجبهات عسكرية متعددة في محيطها، ما يُبقي التذبذب في أسعار الصرف قائما.

ويضيف الحاج أن التراجع في سعر صرف الدولار لا يقتصر على الشيكل فحسب، بل يطال عملات رئيسية أخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري والين الياباني، موضحا أن ذلك مرتبط بالسياسات الأميركية والتصريحات المتضاربة الصادرة عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي أدت إلى فقدان الثقة النسبية في الدولار كعملة قوية في الأسواق العالمية.

وبحسب الحاج، فإن الدعم المالي الضخم الذي يتدفق من دول صناعية وغير صناعية إلى إسرائيل، إلى جانب الاستثمارات غير المباشرة في شركات إسرائيلية مدرجة في البورصات العالمية، خاصة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، هو ما يمنح الشيكل قوته الظاهرة في الوقت الراهن. ويشير إلى أن المستثمرين الإسرائيليين يمتلكون نسبًا كبيرة من أسهم تلك الشركات، ما يعني أن عائدات هذه الاستثمارات تُعاد ضَخّها داخل الاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما يخلق طلبا إضافيا على الشيكل.

في المقابل، ينعكس هذا التذبذب في سعر الصرف على حياة الناس اليومية، إذ يستفيد بعض المواطنين من تراجع الدولار، خصوصا أولئك الذين اقترضوا من البنوك بالدولار ويتقاضون رواتبهم بالشيكل، حيث باتت أقساطهم الشهرية أقل تكلفة. كما يستفيد بعض التجار الذين يدفعون نفقاتهم بالشيكل ويصدرون بضائعهم للخارج مقابل الدولار.

لكن هذه المعادلة ليست في صالح الجميع. إذ يتكبد الخسائر من يعتمد على دخل بالدولار بينما يلتزم بمدفوعات داخلية بالشيكل، إذ تقل القيمة الحقيقية لدخله. فعند سعر صرف 3.35 شيكل للدولار، يحصل من يتقاضى 100 دولار على 335 شيكل فقط، بينما كان يحصل على 355 شيكل عندما كان السعر عند 3.55 مثلا.

ويخلص الحاج إلى أن المرحلة المقبلة ستبقى مرهونة بالمتغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة، إلى جانب سلوك الفاعلين الدوليين المؤثرين في أسواق المال، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار واضح وثابت لسعر صرف الدولار مقابل الشيكل في المدى القريب.

Loading...