
الاقتصادي- تشهد الطريق الواصلة إلى الاستراحة بمدينة أريحا بشكل شبه يومي، طوابير طويلة من حافلات مزدحمة بالمسافرين الذين ينتظرون دورهم لدخول قاعات الانتظار، إذ يضطرون للمكوث لساعات طويلة قد تصل إلى أكثر من 5 ساعات.
وتجبر ساعات الانتظار الطويلة بعض المسافرين إلى دفع مبالغ مالية لبعض الأشخاص الذين استغلوا هذه الأزمة من أجل مصالحهم، وفق شهود عيان لـ"الاقتصادي".
وأشاروا إلى أن هناك أشخاصا يركنون مركباتهم في ساعات مبكرة من أجل أن يحجزوا دورا قريبا من قاعات الاستراحة، إذ يقومون ببيع أماكن ركونهم للمسافرين مقابل مبالغ مالية.
وقال أحد المسافرين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه شاهد عائلة تدفع لأحد هؤلاء الأشخاص 50 شيكل عن كل راكب.
وأشار إلى أن الطريق إلى الاستراحة تشهد ازدحاما هائلا من مركبات المواطنين الذي يبحث بعضهم عن أي طريقة تتخفف من معاناة الانتظار الطويل في ظل الحر الشديد بمدينة أريحا.
ولفت إلى أن هذه الطريق تفتقر لأدنى الخدمات التي يحتاجها المسافر، حيث لا تتوفر حمامات عامة أو مواقف، وهو ما يزيد من معاناة الانتظار.
وقال سائق عمومي يعمل منذ سنوات على خط رام الله - أريحا، إن هذه الظاهرة موجودة في فصل الصيف بكثرة، من قبل أشخاص يقودون مركبات خاصة، ويحجزون دورا لهم منذ منتصف الليل، ويبيتون ليلتهم في مركباتهم.
وأضاف، أنه شاهد أكثر من مرة مسافرين يدفعون مبالغ مالية مقابل الصعود مع هذه المركبات، قد تصل إلى 100 شيكل عن كل راكب.
وتأتي هذه الأزمة، في وقت تزداد فيه شكاوى المسافرين الفلسطينيين من الأردن إلى الضفة الغربية عبر جسر الملك حسين، جراء أزمة متواصلة في حجز تذاكر السفر عبر شركة "جت" للنقل، والتي باتت محصورة بالحجز الإلكتروني المسبق، منذ بداية الشهر الجاري.
وعلى صعيد آخر، وقع محافظ أريحا والأغوار حسين حمايل وعدد من ممثلي الجهات الشريكة، أمس الثلاثاء اتفاقا لتنظيم تحميل ركاب المعابر وخدمة النقل المميز (VIP) في استراحة أريحا.
ونص الاتفاق على السماح بإدخال مركبتين عموميتين ومركبتين للنقل المميز الـ(VIP) إلى داخل المعابر، وتوفير مشرف على النقل من قبل شركة المجد ومشرف من قبل سائقي النقل العمومي "السرفيس".
وشمل الاتفاق منع المركبات التي تحمل لوحات التسجيل الصفراء ومركبات التأجير السياحي من نقل الركاب بشكل مخالف للتعليمات المعمول بها، وإلزام مركبات النقل العام بمجرى الخط الممنوح لها من قبل وزارة النقل والمواصلات، والمتمثل من الاستراحة/ المعابر إلى المحافظة وبالعكس، وفقا لما هو محدد لهم بالرخصة المعتمدة.
وتضمن ضرورة تزويد الجهات المختصة بقاعدة بيانات كاملة عن السائقين المرخصين للعمل، وإعفاء السائقين من رسوم (10 شواقل).
ويُشار إلى أن معبر الكرامة هو المنفذ البري الوحيد للفلسطينيين في الضفة الغربية إلى العالم الخارجي عبر الأردن، ويشهد ضغطا متزايدا خاصة في مواسم الأعياد والعطل الصيفية.
وتصاعدت الأزمة مع تقليص الجانب الإسرائيلي ساعات العمل على المعبر إلى الثانية ظهرا يوميا باستثناء السبت، إذ يغلق بالكامل، والجمعة حتى الـ12 ظهرا، وذلك منذ الهجوم الإسرائيلي على إيران في 12 حزيران الماضي.
وكان المعبر يعمل قبل ذلك حتى الخامسة مساء.