من تحت الركام.. صراخ الجوع يرتفع في غزة
12:33 مساءً 20 تموز 2025

من تحت الركام.. صراخ الجوع يرتفع في غزة

الاقتصادي- أغلق محتجون غاضبون أسواق قطاع غزة في اليومَين الأخيرَين، احتجاجاً على الارتفاعات الكبيرة وغير المسبوقة في أسعار السلع الأساسية، التي باتت نادرة الوجود في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الشاحنات التجارية والمساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
وتشهد أسواق غزة نقصاً حاداً في المواد الغذائية وسط شكاوى متصاعدة من السكان الذين باتوا عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية، في ظل قفزات متتالية في الأسعار وتوقف شبه كامل لحركة البيع والشراء، وفق صحيفة العربي الجديد.

وتعود أزمة الندرة وارتفاع الأسعار إلى مواصلة الاحتلال منع إدخال البضائع منذ قرابة 5 أشهر، إذ أُغلِقت المعابر التجارية واقتصر توزيع السلع على كميات محدودة يجري توفيرها عبر بعض المراكز التابعة للمساعدات الأميركية التي تعتبر "مصائد موت" بسبب مقتل المئات منذ افتتاحها قبل شهرين ونصف الشهر.

يذكر أنّ إسرائيل أغلقت منذ مطلع يوليو الجاري جميع مراكز التوزيع، وأبقت على نقطة رفح فحسب، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الندرة في الأسواق واشتعال الأسعار على نحوٍ غير مسبوق.

وشهدت نهاية الأسبوع الماضي احتجاجات شعبية عارمة في معظم أسواق القطاع، أجبر خلالها المواطنون الغاضبون الباعة على إغلاق محالهم التجارية، تعبيراً عن سخطهم من الغلاء الفاحش.

 

من جانبه، أكد الأكاديمي والمختصّ في الشأن الاقتصادي سمير أبو مدللة، أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة لحالة الندرة في السلع، ضمن سياسة التجويع التي تنتهجها سلطات الاحتلال بالتوازي مع حرب الإبادة القائمة منذ قرابة العامين.

وقال أبو مدللة  إن المجاعة أصبحت حقيقة بسبب منع إدخال السلع الأساسية منذ مطلع مارس، ما أدى إلى ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار تجاوزت في المتوسط 500%، ووصلت إلى أضعاف مضاعفة على بعض السلع الأساسية". وأوضح أن القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 800 شاحنة يومياً لتلبية احتياجات السكان، بينما لا تسمح إسرائيل بدخول أكثر من 5% من تلك الكمية، ما أدى إلى تشوّه اقتصادي في الأسواق وزاد من سوء التغذية وانعدام العدالة في توزيع السلع.

وأضاف أبو مدللة: "ارتفع سعر كيلو الطحين إلى 170 شيكلاً، بزيادة 240% خلال أسبوع فقط، بينما وصل سعر كيلو الأرز إلى 110 شوٰاكل، بارتفاع 175%، في وقت كان السعر الطبيعي لهذه السلع قبل الحرب بضعة شواكل فقط". و

وبيّن لـ"العربي الجديد" أن استمرار إغلاق الأسواق سيؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها تنشيط السوق السوداء أكثر، وزيادة الضغط على المواطنين الذين يضطرون للبحث عن السلع الأساسية بأي ثمن، في ظل انعدام البدائل. وأفادت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، في بيان بأن: "أعداداً غير مسبوقة من المواطنين المجوّعين من الأعمار كافّة تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدَين"، محذرة من أن "المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم، نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود".

Loading...