
الاقتصادي- بات مشهد عرض المتاجر ومراكز التسوق بضاعتها خاصة المياه المعدنية تحت الشمس الحارقة أمرا معتادا، رغم الدراسات العملية التي أظهرت أن تعريض المياه المعبأة تحت الشمس لأيام أو أسابيع يرفع مستويات الكروم، والكادميوم، والرصاص، والنيكل، والزرنيخ في الماء، وبعضها بلغ مستويات تُشكّل خطرا مسرطنا أو سُمّيا.
وبحسب دراسة بريطانية أجراها "شيريل كرو"، المتخصص في جراحات الأورام عام 2012، فإن المياه التي تتعرض لأشعة الشمس، يؤدي إلى تفاعل الحرارة مع المواد الكيميائية المصنوعة منها العبوة البلاستيكية، وتحرر مادة "الديوكسين" شديدة الخطورة، والتي تظهر بنسبة كبيرة في عينات الأنسجة المسببة لسرطان الثدي، فيما ذكرت دراساتٍ علمية أخرى أن هناك أضرارًا محتملة ناجمة عن سوء التخزين.
ويؤكد مدير العلاقات العامة والإعلام في الوزارة محمود أبو شنب، أن الوزارة تلقت مؤخرا بلاغا من أحد المشتكين حول مياه معدنية متغيرة اللون نتيجة التعرض لأشعة الشمس، مشيرا إلى أنه بعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين أنها المياه غير صالحة، وتم سحبها فورا.
وحذر أبو شنب في حديث لـ" الاقتصادي"، التجار من عرض أي مواد تحت الشمس، إذ سيتم اتخاذ اجراءات قانونية بحق المخالفين.
ولفت إلى أن تعرض السلع والمشروبات لأشعة الشمس يؤدي لتلفها، وينتج عنها تفاعلات كيميائية وتغيّر في خواصها الطبيعية من حيث الطعم أو المظهر أو الرائحة مسببة أمراضاً خطرة، خاصة المعلبات ومنتجات اللحوم والأسماك والدواجن والألبان والأجبان والمشروبات بمختلف أنواعها بالإضافة إلى الشوكولاته والسكاكر.
ودعا، المواطنين إلى تجنب شراء المنتجات والسلع المعروضة تحت أشعة الشمس ومساعدة طواقم الرقابة والتفتيش في محاسبة المخالفين من خلال التقدم بشكوى عبر الرقم 129.
غير أن بعض أصحاب المتاجر يبررون ترك صناديق المياه المعدنية تحت أشعة الشمس، بسبب عدم وجود مساحات كافية لديهم للتخزين، أو أنها لا تبقى لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى التغيير في تركيبتها، إذ أن هذا المنتج من أكثر الأصناف مبيعا وبالتالي فإنه لا يبقى تحت أشعة الشمس طويلا، بل لا يتعدى أكثر من ساعات، خاصة لمن لديه مخزون قليل من المياه.
وهذا ما دعت إليه جميعة حماية المستهلك، التي أشارت إلى أنها اتفقت مع شركات للمياه والمشروبات الغازية على تبني سياسة تمنع التجار من طلب كميات لا تستوعبها المخازم.
وأكدت "الجمعية أنها تواصلت مع شركة للمياه والمشروبات الغازية، من أجل تتبنى سياسة تمنع التجار من طلب كميات لا تستوعبها المخازن، وتربط شرط تزويدهم بتسويق ما لديهم.
وكانت "حماية المستهلك" أطلقت خلال الأعوام الماضية بالتعاون مع وزارتي الصحة والاقتصاد الوطني حملة حول تخزين المياه المعدنية والمشروبات الغازية تحت أشعة الشمس، حيث نفذت جولات لوقف الأمر، لكن سرعان ما عادت الظاهرة إلى سابق عهدها، وتكثف حملتها في ذورة فصول الصيف، بالشراكة مع دوائر الصحة في البلديات لتوعية المواطنين بمخاطر شراء هذه المنتجات، مع دعوتهم لعدم الشراء من المتاجر التي تترك بضائعها تحت الشمس.
وكان مركز التعليم البيئي أطلق مبادرة قبل سنوات تهدف لوقف عرض المياه المعدنية والأغذية تحت الشمس، ووضع حد لتعريض عبوات المياه المعدنية والمشروبات الغازية والسلع التجارية لأشعة الشمس الحارقة، التي باتت ظاهرة مقلقة، وتنذر بعواقب صحية وخيمة، التي تزداد مع المنافسة التجارية والحملات والعروض التسويقية.
وأشار في مبادرته إلى أن دراسات سابقة أكدت أن شرب المياه المُعبأة في زجاجات بلاستيكية ومتروكة في مكانٍ تكون فيه عرضة لأشعة الشمس، تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء والرجال.
وتشير وزارة الصحة، إلى أن أضرار عرض السلع والمنتجات في الشمس متصلة بالمدة التي تقضيها، مطالبة أصحاب المتاجر بوقف التخزين على الأرصفة، عدا عن مخاطر التخزين في الشمس. إذ أن أن تلوث الغذاء فيزيائيا وكيميائيا وبيولوجيا، سيكون مصدر تلك التعليمات الفنية الإلزامية.