
الاقتصادي- واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القياسي اليوم الأربعاء، متماسكة فوق مستوى 3500 دولار الرئيسي، في ظل تزايد ثقة المستثمرين في إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على خفض أسعار الفائدة في أيلول.
وتأتي هذه الارتفاعات وفق المحلل المالي محمد سلامة، إلى مجموعة من الأسباب أدت إلى توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن في ظل المتغيرات في الاقتصاد العالمي.
وأوضح سلامة في حديث خاص لـ"الاقتصادي"، أنه على رأس هذه المتغيرات هو تزايد احتمالات خفض فائدة الدولار الأميركي في اجتماع لجنة السوق المفتوحة لمجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي يومي 16 و17 من شهر سبتمبر الجاري.
وأضاف، أنه من المحتمل عقب هذا الاجتماع أن يتم تخفيض فائدة الدولار حسب أغلب المحللين، وهذا ما دفع بالمستثمرين لشراء الذهب كملاذ آمن، خاصة أن أي تقلبات قد تحدث في الأسواق، وخفض الفائدة على العملة النقدية يؤدي بالمستثمرين للتوجه نحو شراء الذهب.
وتابع سلامة، أن هناك أسبابا أخرى لهذا الارتفاع، تتعلق بضبابية موعد نهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأيضا ظهور بعض الخلافات على المستوى الاقتصادي بين الولايات المتحدة والهند يؤثر على توجهات الاقتصاد العالمي، وهو ما دفع بعض المستثمرين بالتوجه نحو الاستثمار بالذهب كملاذ آمن خشية من تفاقم هذه الخلافات.
وأشار إلى أن الخلافات الصينية الأميركية هي إحدى الأسباب كذلك لارتفاع أسعار الذهب، رغم صدور قرارات من محاكم أميركية لا تدعم توجهات ترامب فيما يخص التعريفات الجمركية بالمجمل، حيث أن هناك اعتراضات على بعض التعريفات التي فرضها ترامب، والتي يعتبرها القانون الأميركي غير قانونية، إضافة إلى التطورات الجيوسياسية عبر العالم، منها استعصاء إنهاء العدوان على قطاع غزة.
وأكد سلامة، أن الذهب يبقى كملاذ آمن في هذه الظروف، حيث من المتوقع أن يحتفظ الذهب بوتيرة الارتفاع خلال الفترة المقبلة، وعلى الأقل حتى نهاية الشهر الجاري، ومن ثم يحدد توجه المستثمرون حسب ما ينتج من تطورات.