
الاقتصادي- عند محطات الوقود في مختلف أنحاء العالم، يُعرض وقود أوكتان 98 بجانب الأنواع الأخرى ذات التصنيف الأدنى مثل 91 أو 95، وغالباً بسعر أعلى بشكل ملحوظ.
ويعتقد كثير من السائقين أن الوقود الأغلى ثمناً هو الأفضل دائماً، وأنه يمنح السيارة أداءً أقوى أو تشغيلاً أنظف. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً من ذلك. فالقيمة الحقيقية لاستخدام وقود أوكتان 98 تعتمد إلى حدّ كبير على نوع السيارة وطبيعة تصميم محركها.
لفهم ذلك، يجب أولاً معرفة ما يعنيه تصنيف الأوكتان. فهو مقياس لقدرة الوقود على مقاومة ما يُعرف بـ "الطرق" أو "الاحتراق المبكر" داخل أسطوانات المحرك.
فالمحركات عالية الأداء أو الفاخرة تعمل بنسب ضغط مرتفعة، ما يجعلها بحاجة إلى وقود ذي رقم أوكتان عالٍ لمنع الطرق وضمان احتراق متوازن وقوة سلسة. في هذه الحالة، يسمح وقود أوكتان 98 للمحرك بالعمل بأعلى كفاءة وأفضل أداء ممكن.
بالنسبة إلى السيارات الفاخرة والرياضية، فإن استخدام وقود أوكتان 98 ليس ترفاً بل ضرورة. فالمصنّعون مثل بي إم دبليو، بورشه، ومرسيدس-أي إم جي يصمّمون محركاتهم خصيصاً لتعمل على هذا النوع من الوقود.
واستخدام وقود منخفض الأوكتان في هذه المحركات قد يؤدي إلى "الطرق"، وفقدان القوة، وحتى إلى تلف طويل الأمد في المكوّنات الداخلية. لذا، فإن التكلفة الإضافية في هذه الحالة مبرّرة تماماً لأنها تضمن أداء السيارة وفق ما صُممت له.
أما بالنسبة إلى السيارات العادية، فالوضع مختلف تماماً. فمعظم سيارات الاستخدام اليومي مصمّمة لتعمل بكفاءة على وقود 91 أو 95 أوكتان. وتعبئة خزانها بوقود 98 لن تمنحها أداءً أقوى أو اقتصاداً أكبر في الوقود أو عمراً أطول للمحرك.
فأنظمة الاحتراق فيها ببساطة لا تستفيد من الفارق في الأوكتان، مما يجعل الإنفاق الإضافي بلا فائدة تُذكر — أشبه بدفع ثمن ميزة لا يمكنك الاستفادة منها فعلياً.
ومع ذلك، فإن استخدام وقود 98 من حين لآخر لا يضرّ السيارة العادية، بل قد يساعد أحياناً على تنظيف نظام الاحتراق أو يمنح السائق راحة بال أكبر في الرحلات الطويلة، لكنه لا ينبغي أن يكون خياراً دائماً.
وقود أوكتان 98 منتج متميز بالفعل — لكنه متميز فقط للمحركات التي تحتاجه. فهو ضروري للمحركات الفاخرة عالية الأداء التي صُمّمت لتحقيق أقصى قوة وكفاءة. أما في السيارات العادية، فهو في الغالب هدر للمال.
الخيار الأفضل هو الالتزام دائماً بتوصية الشركة المصنّعة حول نوع الوقود المناسب، فذلك يضمن أداءً مثالياً واقتصاداً في الاستهلاك من دون إنفاق زائد في كل تعبئة.