الاقتصادي- في تصريح مثير للجدل، توقع الرئيس التنفيذي السابق لشركة ستيلانتس (Stellantis)، كارلوس تافاريس (Carlos Tavares)، أن شركة تسلا (Tesla) التي غيّرت وجه صناعة السيارات الكهربائية خلال العقدين الماضيين قد لا تبقى موجودة بعد 10 سنوات، مشيراً إلى أن إيلون ماسك قد يقرر التخلي عن قطاع السيارات تماماً والتركيز على مجالات أخرى مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وSpaceX.

من النجاح الثوري إلى التراجع في المبيعات

منذ تأسيسها، أصبحت تسلا رمز الابتكار في عالم السيارات الكهربائية، وحققت نمواً هائلاً جعلها من أكبر شركات السيارات في العالم من حيث القيمة السوقية.

لكن وفقاً للأرقام الأخيرة، فإن مبيعات الشركة بدأت في التراجع للمرة الأولى منذ سنوات.

فبعد أن بلغت مبيعات تسلا 1.808 مليون سيارة في عام 2023، انخفضت إلى 1.789 مليون في عام 2024، ويتوقع الخبراء أن تهبط إلى نحو 1.6 مليون سيارة في 2025، مما يعكس تباطؤاً واضحاً في وتيرة النمو التي وعد بها ماسك سابقاً.

وفيمقابلة مع صحيفة Les Echos الفرنسية، قال تافاريس:لا يمكننا استبعاد احتمال أن يقرر إيلون ماسك يوماً ما ترك صناعة السيارات والتركيز على الروبوتات البشرية أو مشاريع الفضاء أو الذكاء الاصطناعي. في تلك الحالة، سيكون قد غادر عالم السيارات نهائيا".

وأشار تافاريس إلى أن تسلا تواجه تحديات حقيقية مع صعود المنافسة الصينية، خاصة من BYD التي تتفوق في الكفاءة والإنتاج منخفض التكلفة، مؤكداً أن هذا التفوق “قد يطيح بتسلا من الصدارة خلال السنوات القادمة”.

انتقادات لصفقة المكافأة الضخمة لماسك

تأتي تصريحات تافاريس بالتزامن مع استعداد مجلس إدارة تسلا للتصويت في 6 نوفمبر 2025 على حزمة مكافآت قياسية بقيمة تريليون دولار لإيلون ماسك، وهي الأكبر في تاريخ الشركات.

لكن تافاريس يرى أن هذه الأهداف “غير واقعية”، قائلاً:

“قيمة تسلا في سوق الأسهم ضخمة بشكل مبالغ فيه. لست متأكداً أن الشركة ستبقى قائمة بعد عشر سنوات، فالكفاءة الصينية ستفوز في النهاية.”

هل تتخلى تسلا عن صناعة السيارات؟

رغم أن فكرة تحول تسلا إلى شركة روبوتات أو ذكاء اصطناعي قد تبدو خيالية للبعض، إلا أن ماسك نفسه ألمح سابقاً إلى رغبته في جعل الروبوتات ومنتجات الذكاء الاصطناعي محور أعمال الشركة المستقبلية.

لكن منتقدين يرون أن هذا التحول قد يُفقد تسلا هويتها التي بُنيت على ثورة السيارات الكهربائية، ويضعها في مواجهة منافسة أكثر شراسة من عمالقة التكنولوجيا.