الاقتصادي- قال الخبير المالي محمد سلامة، إنه رغم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية هذا العام، إلا أن الأسواق المالية لم تُظهر رد فعل يُذكر، في ظل أن هذه الخطوة كانت متوقعة مسبقاً من قبل المستثمرين.

وأوضح سلامة في تصريح خاص لـ"الاقتصادي"، أن الأسواق كانت قد اختزلت أثر الخفض في تسعيرها خلال الأسابيع الماضية، ما جعل التأثير الفوري محدوداً على مؤشرات الأسهم والذهب والدولار.

وأضاف أن استبعاد أو عدم تأكيد خفض جديد في شهر كانون الأول/ ديسمبر ساعد في استقرار الدولار وتجنب الضغوط على أسعار صرفه، خصوصاً بعد تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول التي اتسمت بالاتزان.

 وأشار سلامة إلى أن ما جاء في المؤتمر الصحفي لباول لم يرفع منسوب المخاطر في الأسواق، بل أكد على وجود مخاطر مزدوجة ومتعارضة تواجه السياسة النقدية الأميركية؛ فمن جهة، هناك آثار تضخمية محتملة نتيجة سياسات ترامب التجارية وفرض التعريفات الجمركية، ومن جهة أخرى هناك مخاطر متزايدة في سوق العمل تستدعي الحذر في اتخاذ قرارات إضافية لخفض الفائدة.

وبشأن أداء الدولار مقابل الشيكل، أوضح سلامة أن العملة الأميركية تلقى دعماً قوياً كلما انخفضت دون مستوى 3.25 شيكل، مشيراً إلى أن هناك عوامل محلية لا تدعم قوة الشيكل حالياً، أبرزها الاضطراب السياسي داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل والغموض الجيوسياسي المتزايد.

كما توقع سلامة أن تؤدي تراجعات محتملة في مؤشرات الأسهم العالمية إلى دعم الدولار مجدداً، مشيراً إلى أن تداول العملة الأميركية سيبقى على الأرجح فوق مستوى 3.24 شيكل، مع قابلية للارتفاع التدريجي نحو 3.35 شيكل في إطار موجة تصحيحية مقبلة.