70 مليون شيكل فاقد سنوي من زيت الزيتون الفلسطيني

70 مليون شيكل فاقد سنوي من زيت الزيتون الفلسطيني

المعاصر الحديثة أكثر كفاءة.. لكن التشغيل الخاطئ يرفع نسبة الفاقد || ضعف النضج وسرعة الماكينات من أبرز أسباب فقدان الزيت || فاقد الزيت في فلسطين ضعف المعدل العالمي المسموح به

الاقتصادي - قال مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة، رامز عبيد، إن معدل فاقد زيت الزيتون في المعاصر الفلسطينية مرتفع جدًا، ويصل إلى نحو 12% من وزن الجفت الجاف، وهي نسبة تفوق الحد العالمي المسموح به البالغ 6%.
وأوضح في حديث خاص لـ"الاقتصادي"، أن هذه النسبة استندت إلى دراسة نفذتها الوزارة على مدار خمسة مواسم متتالية بين عامي 2012 و2016، مشيرا إلى أن هذا الفاقد يتسبب بخسائر تُقدَّر بنحو 70 مليون شيكل سنويًا من الزيت الذي يذهب مع الجفت دون أن يستفيد منه المزارعون أو قطاع الصناعة.

فاقد الزيت هو الكمية من الزيت التي تبقى عالقة في الجفت بعد عملية العصر ولا يمكن استخلاصها بوسائل المعاصر المستخدمة، سواء التقليدية أو الحديثة. كلما ارتفعت نسبة الفاقد، قلّت كمية الزيت المنتجة فعليًا، مما يعني خسارة مباشرة في العائد الاقتصادي للمزارعين والمعاصر.

أسباب الفاقد

وبيّن عبيد أن أسباب الفاقد متعددة، أبرزها نوع المعصرة وكفاءتها. فالمعاصر الحديثة يُفترض أن تكون أكثر قدرة على تقليل الفاقد مقارنة بالتقليدية، لكن التشغيل غير السليم يؤدي إلى نتائج معاكسة.

وأضاف أن شدة التيار الكهربائي وسرعة دوران الماكينات من العوامل المؤثرة أيضًا، إذ إن التشغيل بطاقة مرتفعة أو منخفضة عن المستوى الأمثل يؤثر على استخلاص الزيت من العجينة.

كما تلعب درجة نضج الثمار وصنف الزيتون دورًا حاسمًا، فالثمار غير الناضجة لا تُنتج كميات كافية من الزيت، وتُسهم في رفع نسبة الفاقد داخل المعصرة.

ودعا عبيد المزارعين إلى تأجيل القطف حتى اكتمال نضج الثمار، مؤكدا أن الاستعجال في القطف يؤدي إلى انخفاض نسبة السيل، وارتفاع نسبة الفاقد في الزيت، ما يعني خسارة مزدوجة في الكمية والجودة.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة تتابع هذا الملف منذ سنوات بهدف رفع كفاءة المعاصر وتوعية المزارعين حول أساليب العصر السليمة التي تضمن أقصى استفادة من الإنتاج.

وفيما يتعلق بالإنتاج الكلي، أوضح عبيد أن كمية زيت الزيتون المنتجة هذا الموسم لن تتجاوز 7 آلاف طن، وهو أقل من احتياجات السوق المحلي المقدرة بنحو 10 إلى 11 ألف طن سنويا.

وأرجع الانخفاض إلى صِغر حجم الحَمل في الموسم الحالي ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في عدة مناطق بسبب اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين، ما أثر سلبًا على وتيرة القطف والإنتاج النهائي.

Loading...