
الاقتصادي- في الوقت الذي كانت فيه غزة تعيش أقسى أيامها تحت وطأة الحرب، خرجت أصوات شابة تثبت أن الإرادة لا تُقهر، وأن العلم يبقى سبيل النجاة حتى في أحلك الظروف. طلابٌ وطالبات واجهوا النزوح، وانقطاع المدارس، وغياب المدرسين، ودمار البيوت، لكنهم نهضوا من تحت الركام ليصنعوا قصص إنجاز استثنائية.
"العنقاء تطلع من بين الركام"
بهذه العبارة بدأ الطالب يوسف أحمد العصار حديثه، وهو الحاصل على المركز الأول على قطاع غزة بمعدل 98.7%، رغم كل الظروف القاسية. يقول يوسف:
"مرحلة التوجيهي هي مرحلة فاصلة، وغياب المدرسين والمدارس كان مجازفة كبيرة، لكني صممت على هدفي بأن أصبح طبيب جراح، وكان هذا الدافع أمام عيني طوال الوقت".
ورغم الحرب، استطاع يوسف مواصلة دراسته عبر الدروس الإلكترونية وبعض الشروحات على الإنترنت، متحديًا الظروف التي كان يفترض أن تُسقط عزيمة أي طالب.
يارا… 98.9% رغم النزوح المتكرر
الطالبة يارا محمد ياسين الصاوي، الحاصلة على معدل 98.9%، روت معاناتها خلال فترة النزوح التي تكررت مرات عديدة.
وتقول يارا: "كنت أتخيل سنة التوجيهي في مدرستي، لكن الحرب فرضت واقعًا جديدًا. كنا ندرس إلكترونيًا لأول مرة… شعور غريب وصعب، لكننا تأقلمنا".
ورغم الإقامات المزدحمة، والضوضاء، والضيق، استطاعت يارا أن تخلق لنفسها مساحة للدراسة في جمعية مكتظة بالنازحين، لتتحدى الظروف وتنجح.
مرح يازجي… طبيبة أسنان تتحدى المستحيل
بينما تقول الطالبة مرح يازجي، طالبة طب الأسنان: "كنت أستعد للتخرج، لكن الحرب أوقفت كل شيء. نزحنا لمخزن صغير، وكان من المستحيل الدراسة فيه. كنت أستنى الجميع يناموا، وأدرس الليل كله".
ولتعويض الجانب العملي في دراستها، استغلت مرح وجود عيادة أسنان قريبة من مكان سكنها لتكمل تدريبها رغم كل الظروف.
رغم فقدان البيوت، وتدمير المدارس، وانقطاع المدرسين، وغياب أدنى مقومات التعليم، نجح الطلبة في غزة في تحويل المستحيل إلى حقيقة، وهم اليوم مثالٌ حيّ بأن الظروف قد تؤخر الشهادة لكنها لا توقف الإنسان.
للمزيد من قصص الإرادة والإصرار على الأمل بصوت أصحابها في بودكاست جوال :