الاقتصادي - سجى أزعر - منذ السابع من أكتوبر 2023، لم تعد رحلة التنقل داخل مدن الضفة الغربية كما كانت. فالإغلاقات المتكررة وتشديد الحواجز وإغلاق الطرق الرئيسية فرضت واقعا جديدا على حركة المواطنين، وغيّرت المسافات، وأعادت رسم خطوط المواصلات بشكل غير مسبوق.

هذا التحول انعكس على طول الرحلة ووقت الوصول، وترجم نفسه مباشرة إلى ارتفاعات متلاحقة في الأجرة بات يشعر بها كل من السائقين والمواطنين، حتى أصبحت كلفة المواصلات اليومية عبئا يثقل ميزانيات الأسر، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية المعقدة.

وفي متابعة لـ"الاقتصادي"، استمعنا لشهادات مواطنين لرصد حجم التغيّر الذي طرأ على الأجرة خلال الأشهر الماضية.

تقول سلوى من نابلس إن أجرة خط المدينة إلى إحدى القرى المحيطة ارتفعت من 17 شيكل قبل الأحداث الأخيرة إلى 25 شيكل، وأحيانا 30 شيكل وفق حالة الطريق والحواجز.

أما شهيناز درويش من جنين فتشير إلى أن خط جنين – رام الله قفز من 37 إلى 45 شيكل، وقد يصل إلى 50 شيكل في أيام الإغلاقات.

وتبدو الصورة أكثر حدّة على خط الخليل – رام الله، حيث ترتفع الأجرة من 50 شيكل إلى ما بين 80 و100 شيكل عند إغلاق حاجز “الكونتينر”، ما يجبر السائقين على الالتفاف عبر طرق أطول، تزيد من استهلاك الوقود والوقت معا.

ويؤكد السائق ميسرة أزعر أن خط نابلس – رام الله تغيّر بالكامل بعد إغلاق حاجز حوارة. فالأجرة التي كانت 19 شيكلا أصبحت اليوم تتوزع حسب الطريق المتاح: 23 شيكل عبر طريق المربعة، 25 شيكل عبر صرّة، 26 شيكل عبر دير شرف.

أما خط طولكرم – نابلس فشهد قفزة كبيرة من 11.5 شيكل إلى 17 شيكل، وقد يصل في بعض الأيام إلى 25 و30 شيكل. فيما ارتفعت أجرة خط قبلان – نابلس من 9 شيكل قبل عامين إلى ما بين 15 و20 شيكل اليوم تبعا لمسار الطريق وحالة الحواجز.

وبات ارتفاع أجرة المواصلات عبئا يوميا يتشاركه المواطنون والسائقون على حدّ سواء. ومع استمرار الإغلاقات وتقلب المسارات، يبدو أن منحنى الأجور مرشّح لمزيد من الصعود، في معادلة لا يملك المواطن فيها سوى التأقلم مع واقع فرضته الظروف على الطرق والجيوب معا.