الاقتصادي- قال الخبير المصرفي والمستشار المالي محمد سلامة، إن الذهب كان الرابح الأكبر خلال عام 2025، إذ ارتفع بأكثر من 71%، ليتداول عند مستوى 4480 دولارا للأونصة مع إغلاق الأسواق، بعد أن لامس مستوى تاريخيا عند 4525 دولارا للأونصة.

وأوضح في حديث خاص لـ"الاقتصادي"، أن هذا الارتفاع الاستثنائي جاء نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، في مقدمتها الحرب الاقتصادية العالمية، خاصة الصراع الأميركي–الصيني حول الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وما رافقه من فرض تعريفات جمركية وقيود على التجارة، ما أدى إلى خلخلة التوازن الاقتصادي العالمي.

وأشار سلامة إلى أن التوترات الجيوسياسية لعبت دورا محوريا في تعزيز الطلب على الذهب، بدءا من استمرار الحرب الروسية–الأوكرانية، وتصاعد التوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وارتفاع مستوى التوتر بين الصين وتايوان، وصولا إلى حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف أن خفض أسعار الفائدة العالمية، وعلى رأسها الفائدة على الدولار الأميركي، أسهم في تقليص جاذبية العملات الورقية، ودفع المستثمرين والمدخرين، إضافة إلى البنوك المركزية، إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن، ما ساعده على تسجيل أعلى مستوياته منذ عام 1979.

توقعات الذهب في 2026: بين جني الأرباح واستمرار الصعود

وحول آفاق الذهب في عام 2026، قال سلامة إن التوقعات لا تزال متباينة، إلا أن الطلب على المعدن الأصفر مرشح للاستمرار طالما بقيت العوامل التي عززت الثقة به قائمة، خاصة تراجع الثقة بالدولار، واستمرار المخاطر الجيوسياسية.

وأشار إلى أن البنوك المركزية حول العالم بدأت بالفعل بزيادة احتياطياتها من الذهب لإعادة التوازن في محافظها، بعد الضربة التي تعرض لها الدولار كعملة احتياط، ما يدعم استمرار الطلب خلال العام المقبل.

وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى إمكانية تجاوز الذهب حاجز 5000 دولار للأونصة خلال 2026، في حال استمرت سياسات خفض الفائدة وتفاقمت التوترات العالمية، في حين يرجح آخرون حدوث عمليات جني أرباح قد تعيد الأسعار إلى مستويات أدنى قد تصل إلى 3800 دولار للأونصة.