تناول الأطعمة الموسمية الطازجة يغنيك عن اتباع الحميات الغذائية
10:39 صباحاً 29 كانون الأول 2025

تناول الأطعمة الموسمية الطازجة يغنيك عن اتباع الحميات الغذائية

الاقتصادي- سيمون فيلدهاوس، طبيب ذو خبرة تمتد 30 عاما، يرأس الجمعية السويسرية لطب مكافحة الشيخوخة والوقاية منها؛ ويتبنى نهجا مخالفا لتيار الحميات الغذائية السائد منذ عقود، والقائم على تقليل أو تجنب فئات كاملة من الأغذية، ولا يلتزم بنظام غذائي صارم، لاعتقاده أنه "لا يوجد نظام غذائي صحي مثالي".

يقول فيلدهاوس لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية "لا أفضل الحميات الغذائية، ولا آكل إلا الفواكه والخضراوات الموسمية؛ فالآن نحن في الخريف أو على مشارف الشتاء، ولا توجد فراولة، فلماذا آكلها؟

قبل اختراع التبريد والاستيراد العالمي، كان الناس يتناولون الأطعمة في مواسمها، واليوم تعود هذه الممارسة الصحية لإعادة الانسجام ما بين نظامنا الغذائي وإيقاع الطبيعة، ودعم احتياجات الجسم المتغيرة على مدار العام بشكل طبيعي؛ إذ توفر الأطعمة الموسمية أقصى قيمة غذائية في وقتها.

تناول الطعام في مواسمه ليس صيحة

وفقا لمعهد أبحاث التغذية بجامعة نورث كارولينا، فإن تناول الطعام الموسمي يشجع على "تنويع النظام الغذائي"، وهذا يدعم صحة الأمعاء ويُقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ إذ تتغير الفصول بشكل طبيعي لتُقدم مجموعات جديدة من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

فثمار التوت الصيفية توفر الأنثوسيانين الذي "يدعم صحة الدماغ والقلب"، بينما تُقدم الخضراوات الخريفية "الألياف والكربوهيدرات بطيئة الهضم التي تُشعرك بالشبع والنشاط".

فتناول الطعام وفقا للمواسم -بحسب جامعة نورث كارولينا- يعتبر "تغذية ذكية" وممارسة قائمة على أسس علمية، وفرصة لتغذية جسمك بمنتجات طازجة يتم حصادها في أوج نضجها، "للحصول على أفضل نكهة وقيمة غذائية"، وذلك لأن الفواكه والخضراوات "تبدأ بفقدان العناصر الغذائية بمجرد حصادها"، وشراء المنتجات الموسمية يعني "فترات نقل وتخزين أقل، وفيتامينات ومضادات أكسدة أكثر".

وعلى سبيل المثال تحتفظ الخضراوات الورقية المقطوفة حديثا بكمية أكبر من حمض الفوليك (الأساسي للتمثيل الغذائي وصحة الخلايا)، "مقارنة بتلك التي يمر الكثير من الوقت على حصادها".

وقد أكدت هذه النتائج اختصاصية التغذية المعتمدة الحاصلة على ماجستير في الصحة العامة شيري غراي بقولها "إذا أمكنك شراء منتجات طازجة، فستكون النكهات أفضل بالتأكيد، وستكون القيمة الغذائية أعلى من المنتجات المشحونة والمنقولة؛ فعندما تُنقل الفواكه والخضراوات لمسافات طويلة، قد تؤدي عوامل كدرجة الحرارة وفترات التخزين إلى فقدان الفيتامينات والمعادن".

وأوضحت غراي أن الأطعمة الموسمية "تساعد الجسم على التكيف مع تغير الطقس"؛ فالفواكه الصيفية المنعشة كالبطيخ تُساعد على ترطيب الجسم بينما تُوفر الخيارات الشتوية الغنية، كالبنجر والبطاطا الحلوة، سعرات حرارية أكثر للأيام الباردة.

من جهتها تؤكد مختصة التغذية المعتمدة لدى جمعية القلب الأميركية ويندي لوبيز، أنه "كلما طالت الفترة بين قطف المحاصيل واستهلاكها، زاد احتمال انخفاض قيمتها الغذائية، وتضيف موضحة أن "الفيتامينات، وخاصة فيتامين (سي)، تتدهور أثناء التخزين، بمعنى أن التفاح المخزن لعدة أشهر قد يحتوي على عناصر غذائية أقل، مقارنة بالتفاح الطازج".

تحقيق أقصى استفادة من الوجبات

تناول الأطعمة في موسمها يحقق التناغم مع احتياجات جسمك، "فالربيع يُنظف الجسم والصيف يُرطبه والخريف يُقويه والشتاء يُغذيه"؛ ومن خلال تنويع نظامك الغذائي على مدار العام، "تُحسّن امتصاص العناصر الغذائية وتُقلل الالتهابات وتُعزز الوقاية من الأمراض على المدى الطويل"، كما تقول الصحفية المتخصصة في الرعاية الصحية أميلي غوجون، في تقريرها بمجلة "لايف ويل" الأميركية.

وتوضح غوجون أن الأطعمة الموسمية توفر أقصى قيمة غذائية في وقت حصادها، وفقا للتسلسل الآتي:

 الربيع

وهو فصل إعادة التوازن بعد تخلص الجسم من خمول الشتاء، وفيه نستفيد من الخضراوات الورقية للتخلص من السموم وتجديد النشاط، وتساهم أطعمته الخفيفة في دعم الكبد والكلى والجهاز الهضمي وتجديد الخلايا، وهذا يجعله فترة أساسية لجهود الوقاية من السرطان؛ ومن أهم أطعمته:

 الهليون: الغني بحمض الفوليك ومضادات الأكسدة التي تساعد على طرد السموم.

الخرشوف: الداعم لوظائف الكبد.

السبانخ والخضراوات الورقية: الغنية بالكلوروفيل لتعزيز مسارات إزالة السموم.

الفراولة والمشمش والتوت والكرز: الغنية بفيتامين "سي" لدعم المناعة وصحة الجلد.

كما يُقدم الربيع وفرة من الخضراوات الطازجة المثالية للسلطات أو الطهي السريع؛ تشمل: الشمندر والبروكلي والجزر والقرنبيط والكرنب والخس والفطر والبازلاء.

 الصيف

وفيه تساعد الفواكه والأطعمة الغنية بالماء ومضادات الأكسدة والسكريات الخفيفة في توفير ما يحتاجه الجسم من ترطيب وطاقة وحماية من الأشعة فوق البنفسجية، لمواجهة طول ساعات النهار وارتفاع درجات الحرارة؛ ومن أهم أطعمته:

 البطيخ: الغني بالماء والليكوبين لحماية الجلد.

الطماطم: الغنية بالليكوبين المفيد لصحة القلب.

الخيار: مرطب الجسم الذي يمده بالمعادن مثل البوتاسيوم.

التوت الأزرق: الغني بمحسنات وظائف الدماغ.

الفلفل: الغني بفيتامين "سي" الداعم لجهاز المناعة.

البامية: وهي من الخضار الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة ومفيدة للأمعاء.

إلى جانب ما يفيض به الصيف من فواكه مثل الخوخ والبرقوق والكرز والعنب والتين والبطيخ بأنواعه والفراولة والتوت الأسود والأزرق. كما تتميز خضراوات الصيف بوفرتها وتنوعها، وتشمل الفاصوليا والباذنجان والثوم والذرة والكوسة.

الخريف

وهو فصل يتميز بمزيج من محاصيل الصيف المتبقية، والخضراوات والفواكه التي تزدهر في درجات الحرارة المنخفضة؛ وفيه تصبح الأطعمة أكثر غنى بالبيتاكاروتين والألياف والمركبات الداعمة للمناعة، ولتكيف الجهاز الهضمي مع نظام غذائي أبطأ وأكثر دفئا؛ ومن أهم أطعمته:

البطاطا الحلوة: الغنية بالبيتاكاروتين والألياف لصحة الأمعاء.

اليقطين: الغني بفيتامين "إيه" والزنك المفيد للبشرة والمناعة.

الكرنب: الذي يساعد في إزالة السموم من الخلايا.

التفاح: الغني بالألياف القابلة للذوبان المغذية لبكتيريا الأمعاء.

كما تُعدّ الكمثرى والتين والكاكا والرمان والعنب والتوت من أبرز فواكه الخريف. ومن الخضراوات يُقدم الخريف البنجر والجزر واللفت؛ وتبلغ خضراوات مثل البروكلي والكرنب والقرنبيط ذروة نضجها، إلى جانب الخضراوات الورقية كالسبانخ والسلق.

الشتاء

وهو فصل يتطلب الدفء وكثافة السعرات الحرارية وقوة المناعة، وهذا يجعله الوقت المناسب لتناول الخضراوات الجذرية والحبوب والأطعمة التي تدعم الصحة والنشاط؛ مثل:

 الجزر: الغني بفيتامين "إيه"، والمهم لصحة العين.

الشمندر: المُحسّن للدورة الدموية.

الكرنب: المُفيد لصحة الخلايا.

الشوفان: المفيد لدعم صحة القلب والمناعة.

إضافة إلى الفواكه الغنية بفيتامين "سي"، الذي يُعزز المناعة في موسم الإنفلونزا، مثل التفاح والبرتقال والغريب فروت واليوسفي والليمون والرمان والكمثرى والكيوي. والخضراوات مثل السبانخ والسلق والبطاطا الحلوة والقرنبيط والبروكلي والكرفس والفطر والقرع بأنواعه.

 

Loading...