
الاقتصادي- يترقب المزارعون منذ بداية فصل الشتاء الحالي، موسم زيتون جديدا يحمل آمالا بتحسن الإنتاج، بعد موسم ضعيف سجل فيه انتاج نحو 7500 طن فقط من زيت الزيتون، في موسم يعتبر الأضعف منذ 16 عاما.
الأفرع الجديدة التي تشكلت على أشجار الزيتون خلال الموسم الماضي، على الرغم من ضعف الأمطار، ستحدد كمية الثمار لهذا الموسم، إلا أن استمرار تساقط المطر بشكل مناسب خلال الشتاء الحالي قد يمنح الموسم القادم إنتاجًا أفضل من الموسم الفائت.
ويشير خبير الزيت والزيتون الفلسطيني المهندس فارس الجابي إلى أن المطر الحالي لن يؤثر على عدد الثمار المحدد بالفعل بالأفرع الجديدة السابقة، لكنه سيؤثر بشكل مباشر على حجم الثمار وجودة الزيت، مع أهمية توزيع الأمطار على عدد أيام أكبر بدلاً من سقوط كمية كبيرة في يوم واحد لضمان استفادة جذور الزيتون السطحية.
أهمية الموسم المطري للأفرع الجديدة والثمار
وأشار الجابي في حديث خاص لـ"الاقتصادي" إلى أن إنتاج الزيتون يعتمد على الأفرع الجديدة التي تشكلت في الموسم السابق، سواء في الربيع أو الخريف، إضافة إلى أن ضعف الأمطار العام الماضي أدى إلى تكون أفرع جديدة محدودة، ما قلل من كمية المحصول المتوقع لهذا الموسم، بينما الحجم قد يكون أفضل نتيجة لتحسن هطول المطر الحالي.
كما أن توزيع الأمطار على أيام عديدة مهم جدا لشجرة الزيتون، إذ أن الجذور السطحية لا تستفيد من كمية كبيرة من المطر في يوم واحد، ويضيع جزء كبير منها بسبب الجريان السطحي أو التبخر، موضحا أن الموسم المقبل بحاجة إلى تساقط مطر متواصل لتغذية الأفرع الجديدة بشكل صحيح وتحسين حجم الثمار وجودة الزيت.
توقعات الموسم القادم والتحديات المناخية
بالرغم من ضعف الأفرع الجديدة التي ستتحمل محصول هذا الموسم، من المتوقع حسب الجابي، أن يكون الإنتاج أفضل مقارنة بالموسم الماضي، شريطة توفر الظروف الجوية المناسبة أثناء الإزهار، بما في ذلك كمية مناسبة من المطر ووجبة برد معتدلة.
ويشير إلى أن درجات الحرارة المرتفعة والبرد الشديد على عقد الأزهار وجودة الإنتاج، لذلك يجب على المزارعين متابعة الأحوال الجوية لضمان أفضل النتائج، كما أن الري التكميلي وحصاد المياه يمكن أن يعوض جزئيا نقص الأمطار ويزيد من استفادة الأشجار، خاصة في ظل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.
نصائح للمزارعين لضمان موسم ناجح
ودعا الجابي، المزارعون في المناطق التي يمكن فيها جمع مياه الأمطار أو استخدام تقنيات الحصاد المائي، بالاستفادة من الري التكميلي لتعويض نقص المطر، خاصة في ظل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من تبخر المياه، لافتا إلى أن الري التكميلي يساعد على تغذية الأشجار والحفاظ على نمو الثمار، ويؤثر بشكل مباشر على حجمها وجودة الزيت، إذ إن الزيت يتركز في لحمة الثمرة وليس في البذرة، لذلك فإن حجم الثمرة أهم من عددها للإنتاجية والجودة.