
تمكنت مجموعة من خريجي غزة من التوصل إلى ابتكار مادةٍ بديلة عن غاز "الأستيلين" المستخدمة في سمكرة السيارات، والتي منعت "إسرائيل" توريده إلى غزة لدواعٍ أمنية.
ويقول عاملون في ورش السمكرة في غزة إن منع السلطات الإسرائيلية لغاز "الأستيلين" رفع من تكلفة سمكرة السيارة إلى أكثر من الضعف، بعد أن كانت تكلف نحو 2000 شيكل مثلاً.
واستطاع الخريجون الخمسة ابتكار غاز بديل؛ مستخرج من المسحوق المنزلي المستخدم في فُوهات الصرف الصحي، الامر الذي يبشر بوقف معاناة العاملين في السمكرة - ولو جزئيًا - وما يتبعه من تكاليف مضاعفة على مالك السيارة.
فبعض الماء وبرادة الألومنيوم ومسحوق تنظيف الصرف الصحي تكفل انبعاث الغاز البديل، "لكنه بالغ الخطورة إذا تم التعامل معه مباشرةً دون تعبئته في اسطواناتٍ مخصصة". كما يقول أحد مبتكري ذلك الحل، والذي لم يُفضل ذكر اسمه.
ويضيف في حديثه لمراسل "صفا" أن الغاز الجديد المنبعث تمت تجربته في سمكرة قطع سيارة، وأن تجربته نجحت تمامًا، وبتكلفة لم تتعد 50 شيكلا فقط.
واعتمد أصحاب ورش السمكرة سابقًا على مادة "الكربيد" التي يتم جلبها عن طريق الأنفاق بواقع 10 شيكل للكيلوغرام الواحد، ومع فرض حظر على "الأستيلين" وإغراق الأنفاق الحدودية، تضاعف سعر هذه المادة الخام إلى 17 ضعفا.
نجاح التجربة
وأعاد الشبان الخمسة تصنيع المادة مجددًا، وتم توزيعها مؤخرًا على عدد من أصحاب ورش السمكرة في غزة، والذين اعتبروها "انفراجة حقيقية، غير مكلفة".
وتعمل المجموعة الشبابية حاليًا في معمل خاص، تتوفر فيه لوازم نجاح تصنيع هذه المادة.
ويعكف الشبان المبتكرون على ابتكار آلية أخرى يمكن من خلالها تعبئة الغاز المنتج في أسطوانات تتيح للعاملين في الورش استخدامها بشكلٍ آمن، على غرار الأسطوانات المستخدمة في المستشفيات.
ويتوقع أن تتوفر هذه المادة في معظم ورش السمكرة في محافظات القطاع خلال الفترة القريبة القادمة، وبالتالي تضع حلًا لمادة "الاستيلين" الممنوعة من دخول غزة.
ويعاني قطاع غزة نقصًا مزمنًا في الكثير من المواد الخام المستخدمة في بعض الصناعات بسبب الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ 10 سنوات.
وكالة صفا