.jpg)
رام الله - الاقتصادي - تجربة الشتات في أصقاع الأرض، دفعت بالفلسطينيين لصناعة الصلات والفرص التي تربطهم بالوطن، وإن كانت تبدو بسيطة للبعض فهي قيّمة للأشخاص المغتربين والتوّاقين إلى مشاركة عائلاتهم وذويهم في المناسبات والأعياد.
ياسمين دهمان، 32عامًا، حاولت أن تجد وسيلة لتشارك أصدقاءها في مناسباتهم بهدية أو بطاقة معايدة، وفي ظل العراقيل التي تواجه إرسال أو استقبال الطرود من وإلى قطاع غزة، فكّرت بإنشاءGift Box أو كما يترجم إلى العربية "صندوق الهدايا".
واستطاعت دهمان في مارس عام 2015، تأسيس مع فريق عائلي Gift Box، وهي عبارة عن متجر إلكتروني يصل بين المغتربين في أرجاء العالم وعائلاتهم في فلسطين ليشاركوهم مناسباتهم بحضورهم بهداياهم.
وتوضح دهمان، خريجة قسم هندسة اتصالات: "الموقع يمكن المشتري من انتقاء الهدية المناسبة من قائمة الهدايا المختلفة، ثم يقوم الفريق بتجهيزها وتغليفها في الوقت المتفق عليه مع الزبون"، مشيرةً أن الموقع يعمل بنفس آلية عمل المتاجر الالكترونية المعروفة حول العالم-كما توضح دهمان- مع خاصية ارفاق رسالة معايدة للشخص المستلم، ويحرص الفريق على مفاجأة الزبون المستلم.
وعلى رغم من العقبات التي تواجه الفريق في نشر الفكرة محليًا، لا تخفي سعادتها بردود الفعل العفوية للزبون إثر حصولهم على هدية من ذويهم. وتضيف إليها ضعف خبرة الفريق في التجارة الالكترونية -وهم ذوي خلفيات تعليمية لا تمت بصلة للتجارة الالكترونية- فتوجه الفريق إلى إحدى حاضنات الأعمال في قطاع غزة، للحصول على التوجيه والخبرة في مجال التسويق والتجارة الإلكترونية، بالإضافة للدعم المالي.
وكان فاز مشروع "جيفت بوكس" بتمويل من مشروع "بذرة" لدعم وتمويل المشاريع الريادية الناشئة والصغيرة من بين 1000 مشروع نافسوا في مرحلة استقبال الطلبات في يوليو الماضي.
وفي تفاصيل ذلك، تقول إسراء موسى -مسئول تطوير الأعمال في بذرة: "مع بداية انطلاق مشروع بذرة وفي مرحلة الفرز الأولي للطلبات، لفت مشروع gift box أنظار فريق العمل والاستشاريين بسبب ريادية الفكرة ونضوجها والتقنية العالية الموجودة في موقع Gift box.ps والتي تأهله للمنافسة عالميًا، إلى جانب القيمة المضافة التي يقدمها المشروع في استهدافه لهده الشريحة من المجتمع (المغتربين)."
وتضيف: "استطاع أصحاب مشروع gift box تخطي القيود على التجارة الالكترونية وصعوبة التحويلات البنكية في قطاع غزة بطريقة مبتكرة وإبداعية لتجعل العمل وجنى الأرباح ممكنًا بهذه الطريقة في غزة."
وتتوقع موسى، أن يحقق المشروع انتشار وتوسع كبير على مستوي العالم، موضحةً "حققت الفكرة إيرادات جيدة نظرًا لأنها الأولى والوحيدة على مستوى فلسطين، وسوقها الكبير الذي يستهدف المغتربين في جميع انحاء العالم، وهذا يجعلها من أكثر المشاريع المرشحة للحصول على استثمارات على المدي القريب."
يذكر أن مشروع "بذرة" تم تمويله من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" من خلال برنامج التمكين الاقتصادي "DEEP"، وينفذ هذا المشروع من خلال حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني.