
رام الله- بيت لحم- الاقتصادي- حسناء الرنتيسي- ينفض الياس رشماوي (42) عاما صاحب أحد المحال في الطريق المؤدي لكنيسة المهد الغبار عن التحف والهدايا يدوية الصنع المعروضة في محله، والتي لا تحظى غالبا سوى بنظرة عابرة وسريعة او حتى صور تذكارية من السياح القادمين للمدينة.
يقول رشماوي "نحن هنا نراقب حركة السياح ليس إلا، ولا يدخل المحل مجموعة صغيرة من السياح، قد يشترون ولكن غالبا يلتقطون بعض الصور ويرحلون"، معبرا عن استيائه من محاولة أدلاء اسرائيل منع السياح من الشراء والتبضع من المدينة.
تحاول اسرائيل الهيمنة على ايرادات القطاع السياحي بشتى الطرق، هذا ما يؤكده جريس خورسيه من وزارة السياحة.
يقول خورسيه "لا تكتف اسرائيل بمحاربة السياحة في فلسطين اعلاميا، بل تتعداها إلى محاولة الاستحواذ على الكعكة كاملة من ايرادات القطاع السياحي من مداخله وترك الفتات للعاملين في القطاع السياحي الفلسطيني.
تقدر وزارة السياحة عدد السياح الذين زاروا فلسطين خلال العام 2014 بنحو 5 ملايين سائح، وهو ما يشكل تراجعا طفيفا عن العام 2013، بينما شهد العام 2014 ارتفاعا يتعلق بالاقامة بالفنادق الفلسطينية بنسبة 7% مقارنة مع العام الذي سبقه.
وأوضح خورسيه أن وزارة السياحة تعمل على الترويج للمناطق السياحية بالشراكة الكاملة مع مكاتب السياحة والسفر والقطاع الخاص، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الدولية.
ويقول خورسيه إن المجموعات السياحية التي تزور فلسطين تقسم إلى أنواع منها من يأتي عن طريق مكاتب سياحية فلسطينية ومن خلال استخدام المرافق الفلسطينية بما فيها الفنادق، وهناك السياح الذين يأتون عن طريق المكاتب السياحية الاسرائيلية، وجزء منهم يبيت في فلسطين إذا كان ذلك ضمن برنامجهم وجزء منهم يكتفي بزيارة سريعة.
وأكد أن اسرائيل لا توفر جهدا في بث الاشاعات وتشويه صورة السياحة في فلسطين، لكن الجانب الفلسطيني حسب خورسيه له جهوده في التصدي لهذه المحاولات بالربط بين المكاتب السياحية الفلسطينية والمكاتب الخارجية.
ولفت خورسيه إلى أنه يوجد بند في اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة بين الجانبين تؤكد على حرية حركة السياح والأدلاء السياحيين بين الجانبين، مؤكدا ضرورة أن تسمح اسرائيل للأدلاء السياحيين الفلسطينين بدخول القدس ومناطق 48.
وأضاف" اسرائيل تسمح لـ44 دليلا سياحيا فلسطينيا بالدخول لتك المناطق وتمنع البقية، وهذا مخالف للاتفاقية بين الطرفين"، مؤكدا أن اسرائيل تفرض معيقات امام حركة الأدلاء السياحيين الفلسطينيين من خلال الحواجز وتحديد مناطق عملهم.
وبهذا الشأن يعود بنا سمير بحبح – نقيب نقابة أدلاء السياحة العربية- شرق القدس إلى تاريخ عمل الدليل السياحي، يقول انه منذ عام 1967 كان الأدلاء السياحيون موحدين، لا فرق بين أدلاء الضفة أو القدس، لكن مع وضع الاحتلال الحواجز العسكرية والاغلاقات واقامة جدار الفصل العنصري أصبح هناك درجات وتقسيمات للادلاء السياحيين، فأصبحوا كالتالي: أولا الأدلاء المحليين، ثانيا أدلاء الضفة والذين لا يحملون التصاريح (عام)، واخيرا أدلاء الضفة من حملة التصاريح (عام مع تصريح).
منذ العام 1967 – 1997 لم تكن اسرائيل تمنح أي دليل سياحي أو تقبل أي دليل سياحي من القدس أو الضفة يدرس دليلا سياحيا حتى يعطوه رخصة الترجمة، وبعد ذلك سمحت لشرق القدس للبدء بعمل دورات تدريبية لسنة ونصف السنة باللغة الانجليزية وليس بالعبرية.
اما عن عدد الأدلاء السياحيين؛ فقال بحبح إن من لا يحمل تصريحا اسرائيليا لا يمكنه الترجمة في فلسطين التاريخية اي ما يسمى اسرائيل.... اي أن نشاطهم في مناطق معينة (محلية).
العدد الكلي للأدلاء السياحيين في المناطق التابعة للسطة الوطنية هو 250 دليلا سياحيا، بالإضافة إلى 250 دليلا سياحيا من القدس، أي يوجد 500 دليل سياحي فلسطيني، بينما هناك 14 ألف دليل سياحي اسرائيلي.
ويشير بحبح إلى انعكاس قرار السماح للأدلاء الاسرائيليين بدخول بيت لحم رغم منعهم بالسابق، فبذلك فقد الكثير من الأدلاء الفلسطينيين عملهم.
حقائق وأرقام