وعاد برامكي إلى بيت جده المسلوب "سائحا"!
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.84(%)   AIB: 1.45(3.57%)   AIG: 0.18(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.45(0.00%)   AQARIYA: 0.86(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.47(1.38%)   AZIZA: 3.00(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.60(%)   BPC: 4.09(%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.20(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 2.10(2.78%)   JPH: 3.82( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36( %)   MIC: 3.10(1.27%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.92( %)   NIC: 3.10( %)   NSC: 3.23( %)   OOREDOO: 0.81( %)   PADICO: 1.07(0.94%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.54(1.11%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.09(4.39%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.99( %)   PRICO: 0.31( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.26( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.59(1.72%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.15( %)   TNB: 1.46(0.00%)   TPIC: 1.95(0.00%)   TRUST: 3.15( %)   UCI: 0.46( %)   VOIC: 7.98(0.00%)   WASSEL: 0.96(4.35%)  
12:00 صباحاً 16 تموز 2015

وعاد برامكي إلى بيت جده المسلوب "سائحا"!

القدس المحتلة –الاقتصادي – ياسمين أسعد-  شعور ليس سهلا أن تعود إلى بيت جدك سائحا بعد سنوات على مصادرته، فهذا البيت الشامخ في القدس ما يزال شاهدا على قصة تزوير للتاريخ، غادر أصحاب البيت إبان النكبة وها هم الأبناء والأحفاد يعودون إليه "سائحين" بعد أن حولته اسرائيل إلى متحف وصادرته بموجب ما يسمى بقانون الغائبين!

 يقول جورج برامكي ( 80عاما) إن والده انضوني  كان قد اشترى ارضاً في حي الترجمان في القدس عام 1943م  وبنى منزلاً للعائلة عليها، مستثمرا عمله مهندسا معماريا ليبدع في تشكيل الأروقة والزخارف داخلياً وخارجياً، ومستخدماً الحجر الأحمر. 

ويكمل برامكي الابن لـ "الاقتصادي": "عام 1948 وخلال حملة التطهير العرقي الصهيونية "النكبة" خرجت العائلة من القدس كغيرها  من الأسر  والأحياء وتركنا البيت، وانتقلنا لبلدة بيرزيت ثم الى مدينة غزة، ومكثنا حوالي الأربع سنوات.

ويضيف أنه ولسوء الحظ وقع منزل العائلة على خط الهدنة في القدس الغربية التابعة لاسرائيل مقابل القدس الشرقية تحت الحكم الاردني،  وقد حوّل المنزل لنقطة عسكرية  وأقيمت" بوابة مندلبوم".

 "عام 1967  لم نكن نمتلك البيت وعاد الوالد للمطالبة بالمنزل بعد أن هُجرت النقطة العسكرية وتوجه لحارس املاك الغائبين حاملاً اوراق الملكية والوثائق الخاصة بالبيت والصور، لكنه قوبل بالرفض ولم يُعتَرف بوجوده داخل فلسطين وأسموه " الغائب" رغم إحصائه بالقدس وحمله للهوية الاسرائيلية!

الحاضر الغائب في القانون!

وحول اجراءات المطالبة، يقول جورج إن "الوالد لم يستسلم وتوجه مباشرة للمحكمة عبر المحامي رولين، الا أننا لم نحصل على أي حق، فنحن الحاضرون الغائبون في القانون، وباءت محاولاتنا القانونية بالفشل واستسلمنا" .

 

حسرة على ضياع المفقود

ويضيف : "كان الوالد يومياً يزور البيت ويكتوي بنيران سلبه حتى توفي عام 1972 وهو في حسرة لاسترجاعه،  الأمر الذي دفع اخي جابي للمحاولة عبر توجيه الرأي العام عبر وسائل الاعلام العالمية،  لكن دون فائدة".

وعن قصة تحوّل المنزل لمتحف "التماس" يوضح برامكي أنه وفي اوائل السبعينات بدأت تظهر تغيرات على البيت وأحيل لمؤسسة القدس الاسرائيلية، "فدخلت المنزل ورأيت الخرائط  المقررة، وكانت الصدمة في التغييرات الواقعة في معالم المنزل واعاثته خراباً، الا أن آثار الحرب وقنابلها لم تزل موجودة على الشرفة والنوافذ. 

"بيت جدي برامكي"

وحول زيارته للمتحف، روى جورج لـ" الاقتصادي" قصته حين  زار المتحف مع ابنائه ورفض ابنه دفع رسوم الزيارة قائلاً "هادا بيت جدي" "وبالفعل دخلنا المتحف ووجدنا اسم والدي محفور كـ "مهندس المتحف" وليس مالكه، وهي سياسة اسرائيل ذات الحقائق المجزءة".

" لم أعد لزيارة المتحف منذ 5 سنوات، فبمجرد مروري بجانبة أشعر بسكين في قلبي،  خاصة أن المحتلين يدخلونه يومياً ".

 

بلاد مسلوبة

ويرد جورج على سؤال "الاقتصادي" عن أمل العائلة باسترجاعه ، بأن الاحتمالية ضعيفة جدا، فالاستشارات القانونية لم تزل تؤكد عدم الفائدة "هي قضية بلاد مسلوبة وليست بيتنا فقط ".

قانون عنصري

من جهته يوضح المحامي جورج نعمان، المستشار القانوني لعائلة برامكي، أن قانون املاك الغائبين الذي اقرته اسرائيل عام 1950 يعرف الغائب بكل فلسطيني ترك وطنه بعد 29- تشرين الثاني عام 1947 -مخطط التقسيم- الى اي منطقة خارج فلسطين خاصة المناطق العربية وحصل على جنسية منها أو تواجد في منطقة اخرى داخل فلسطين كالضفة وغزة  خلال الحرب وتنقل ممتلكاته للقيمّ على املاك الغائبين.

 ويضيف نعمان أن هنالك من تركوا قريتي معلول والمجيدل ولجأوا إلى الناصرة  على بعد 2 كم فقط واعتبروا غائبين،  وهذا حال عائلة برامكي التي لجأت خلال الحرب للقدس القديمة والتي كانت تحت حكم الاردن " دولة معادية لاسرائيل"، فاعتبروا غائبين حسب القانون.

وعن استاناف القضية، بيبن نعمان أن بند 28 أو 29 من قانون حارس املاك الغائبين يجيز لمن صودرت ممتلكاتهم أن يقدموا طلب للجنة لتحريرها، وتقرر اللجنة وفقاً للاثباتات المقدمة تحرير الممتلكات او رفض الطلب، متسائلا" لا أعلم لماذا عائلة برامكي لم تفعل ذلك؟ ربما تجهل القانون أو ربما اليأس، فالأمر معقد وشبه مستحيل لأن اسرائيل اقيمت بموجب القانون الجائر ".

ويوضح المستشار القانوني أن اسرائيل تخترق القانون الدولي فحارس الاملاك "أبورتوبوس" يعني متوليا وليس المالك، لكن اسرائيل قررت تحويل الممتلكات لسلطة التطوير والتي بدورها تحيلها  للبيع او الاملاك العامة.

"نحن نجهل القانون، عام 67 وبعد احتلال اسرائيل الاراضي التي ادعت سيطرة الاردن عليها، توالت التصريحات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ايضا باستعادة اراضيهم المسلوبة في الجهة الغربية، الا أن احدا لم يستغل تلك التصريحات وعمل لاستعادتها".

 

Loading...