جدار الفصل وحاجز قلنديا...علامة فارقة بين حياتين مختلفتين!
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.84(%)   AIB: 1.45(3.57%)   AIG: 0.18(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.45(0.00%)   AQARIYA: 0.86(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.47(1.38%)   AZIZA: 3.00(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.60(%)   BPC: 4.09(%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.20(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 2.10(2.78%)   JPH: 3.82( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36( %)   MIC: 3.10(1.27%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.92( %)   NIC: 3.10( %)   NSC: 3.23( %)   OOREDOO: 0.81( %)   PADICO: 1.07(0.94%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.54(1.11%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.09(4.39%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.99( %)   PRICO: 0.31( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.26( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.59(1.72%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.15( %)   TNB: 1.46(0.00%)   TPIC: 1.95(0.00%)   TRUST: 3.15( %)   UCI: 0.46( %)   VOIC: 7.98(0.00%)   WASSEL: 0.96(4.35%)  
12:00 صباحاً 02 أيلول 2015

جدار الفصل وحاجز قلنديا...علامة فارقة بين حياتين مختلفتين!

رام الله – الاقتصادي- ريم ابو لبن – كم مرة نظفت شبابيك سيارتك قبل عام 2000؟ وكم هو حجم الغبار الملتزق بنظارتك أثناء قيادتك على شارع قلنديا  في العام 2015 ؟  وكم عدد الاحتمالات التي رصدتها في ساعات الانتظار؟ ليعود بك مشهد الازدحام المعتاد على حاجز قلنديا إلى ما قبل عام 2000 حيث لا وجود للجدار العازل او حاجز قلنديا المقام حاليا، والواقع في جنوب مدينة رام الله وعلى الطريق التي تصلها بمدينة القدس المحتلة.

 فكيف كانت الحياة قبل مجيء الجدار العازل بين القدس والضفة الغربية واقامة بوابة الاذلال  كما يصفنا الفلسطينيون؟ اي بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.

اقيم الجدار الفاصل بين القدس والضفة الغربية في عام 2001، بقرار من الحكومة الاسرائيلية لعزل المنطقتين،  وبحجة تقليل عدد الهجمات والعمليات الفلسطينية داخل اسرائيل كما تدعي الاخيرة. وجاء هذا الجدار الذي سبقه حاجز عسكري " قلنديا " ليضيق الحركة على الفلسطينيين، فبعد ان كان المواطنون يتنقلون بسياراتهم الخاصة من الضفة الغربية الى مدينة القدس، اصبحوا الآن يدخلون القدس بتصاريح امنية يتحكم بها مزاج جندي اسرائيلي عمره لا يتجاوز 20 عاما.

 

" صدمة حضارية ما بين رام الله والقدس "

" الطريق ما بين رام الله والقدس شكلت لي صدمة حضارية " هذا ما تحدثت عنه المقدسية ميرال امين في حديثها للاقتصادي " قبل اقامة الجدار كانت الحياة اسهل حيث كنا نتنقل بسياراتنا الخاصة من مدينة رام الله الى القدس، وكانت المسافة بين المدينتين اقل ولا تستغرق اكثر من 15 دقيقة، اما الآن فتستغرق للوصول الى القدس ما يقارب 4 ساعات، عدا عن الأزمة الخانقة على حاجز قلنديا".

وأضافت ميرال " ومع ازدياد تعداد السكان وتحديدا في مدينة رام الله زادت الفوضى أكثر وأكثر، وخلق نظام الفوضى المنظمة التي اعتاد عليها المواطنون على حاجز قلنديا، ورغم معاناتهم اليومية الا انهم لا يعترضون، غير ان التاكسيات والباصات التي تنقل الركاب من الحاجز الخارجي للدخول الى القدس تستغل الركاب نتيجة عدم وجود سيطرة على الحاجز، وفعليا شركة الباصات هي التي تتحكم بالمواطن وتحدد سعر التذكرة، لاسيما وان السائق يقل 50 راكبا في باص يتسع لـ 15 راكبا فقط  " وبذلك انت تدفع ثمن (البهدلة) مالا ووقتا وجهدا.

 

" نصف ساعة هي معجزة "

" نصف الساعة معجزة " هذا ما اشارت اليه المقدسية ميرال اثناء حديثها عن الوقت الذي يستغرقه سائق السيارة الخاصة للوصول الى القدس في الأوقات التي تقل فيها الأزمات، وهذه الاوقات نادرا ما تحدث في تاريخ بوابة الاذلال " احيانا الطريق تستغرق نصف ساعة او اقل، وحينها تحدث معجزة، ويوميا يحتاج المغادر لمدينة القدس ركوبا بالباص وانطلاقا من باب العمود الى رام الله ما يقارب الساعة ونصف الساعة للوصول، اما القادم من رام الله بإتجاه القدس فيحتاج الى 3 ساعات للوصول، وبذلك نصف ساعة هي معجزة بالنسبة لي ".

" الحاجز خلق انانية عند المواطنين " ووسط الأزمة والسيارات المعلقة والشاحنات والباصات على حاجز قلنديا، يتسابق السائقون على الخروج من الأزمة، واصبح شعارنا على الحاجز " يعني انا موجود يعني لازم امر قبل الكل ".

" بعد الجدار.. المعالم الطبيعية اختفت "

" قبل الجدار كان في جبل عند قلنديا واختفى، كل المعالم تغيرت " هذا ما تحدثت عنه المواطنة المقدسية يارا يعيش، والتي تمر يوميا من امام حاجز قلنديا للدخول القدس. وأضافت " كل شيء تغير لاسيما وانه تم تقسيم القدس الى كانتونات صغيرة، واصبحت الطرق غير فعالة، واصبحت اشعر اثناء تنقلي من القدس وإليها وكأنني اسافر خارج البلاد ".

 وأضافت " اصبحنا لا نتحكم بالوقت، وسبب ضياع الوقت هو وجود الحاجز والجدار الذي فصل عقولنا ايضا واصبحنا مجبرين على المكوث لساعات طويلة على الحاجز من اجل الذهاب الى جامعاتنا واشغالنا، قديما كنا نحتاج فقط 20 دقيقة لوصول القدس، اما الآن لا تكفي 45 دقيقة للوصول".

واشارت في حديثها عن الاستغلال المادي بجانب الأزمة وهذا ما عززه الاحتلال وما اوجده في المواطن " اصبح سائق التاكسي في الضفة الغربية هو من يقرر التسعيرة المناسبة ليقلك الى حاجز قلنديا وبـ 25 شيقلا، اما سائقو التاكسي في القدس فيتبعون نظام العداد وقد يصل معهم العداد الى 80 شيقلا، فالجميع يستغل الوضع لرفع الاسعار، وحتى داخل رام الله فهناك تجاوزات ايضا في تسعيره التاكسي الخاصة ".

 

" من حويجز الى حاجز "

" قبل اقامة حاجز قلنديا، كان هناك حاجز الرام وهو حاجز مصغر" هذا ما اشار اليه المواطن حاتم شقفة اثناء حديثه عن الحياة ما قبل اقامة الجدار الفاصل بين الضفة الغربية والقدس، وانشاء حاجز قلنديا الموجود حاليا " كنت دائما ادخل القدس دون تصريح، ففي فترة التسعينيات بالتزامن مع حرب الخليج، كنا ندخل القدس عبر حاجز صغير كان يدعي " حاجز الرام"، وكان هذا الحاجز يقسم الشارع  بالطوب الى اتجاهين متوازيين، اتجاه تدخله بتصريح، واخر بدون تصريح، ومن المضحك بأن من ليس لديه تصريح يقول له الجندي الاسرائيلي اذهب بالاتجاه الآخر وستدخل ".

وأضاف " وانتقل حاجز الرام الى حاجز قلنديا الطيار، في فترة الانتفاضة الثانية في عام 2000، ومن ثم زاد التشديد والتوسع ليصبح حاجز قلنديا الآن بجانب الجدار العازل، وبالتالي حركة المواطنين تأثرت واصبح التنقل مقتصراً فقط على مواسم معينة وحاملي التصاريح بغرض التجارة او العلاج".

 

" الجدار اثر ثقافيا في مدينة القدس "

" قبل مجيء الجدار كانت القدس ملجأنا ثقافيا " حيث اشار حاتم اثناء حديثه إلى أن المواطنين كانوا يتوجهون الى القدس " العاصمة الثقافية " لحضور النشاطات الثقافية ولكن اليوم ومع تقنين الحركة انتقلت النشاطات الى مدينة رام الله، وقلّ نشاط الحركة في القدس اذ كانت المدينة تعتمد اقتصاديا على الضفة الغربية، وبذلك اصبحت القدس تغلق ابوابها مبكرا وتحديدا البلدة القديمة خوفا من اعتداءات المستوطنين بعدما كانت تستقبل الزوار بلا مواعيد محددة.

"الجدار فرق بين المتزوجين "

"الجدار فرق بين المتزوجين " وقلل من نسبة التزاوج بين اهالي الضفة الغربية والقدس، هذا ما اكدته المواطنة نورة ابو ماضي من حملة الهوية الخضراء وتعيش  حاليا هي وزوجها في بلدة كفر عقب الواقعة شمال القدس، لاسيما وانها ممنوعة من العيش في مدينة القدس رغم ان زوجها مقدسي ويحمل الهوية الزرقاء،  " الجدار خلق نظرة اجتماعية بين اهالي الضفة الغربية والقدس حيث لا يفضل المقدسيون تزويج بناتهم من ابناء الضفة الغربية فقط لاسباب تعود الى المعيقات المرتبطة بالهوية والاحتلال والاقامة، حيث ووفق القانون يتم اعطاء الزوجة حق الاقامة في مدينة القدس بعد ان تبلغ 26 عاما، وحتى اهالي القدس يحملون الهويات المؤقتة في بلادهم ".

وأضافت " ابنتي جوري وبعد 10 اشهر من ولادتها تم السماح لي بإضافة اسمها في الهوية، في اي دولة يمكن ان يحدث هذا ؟" والجدار لم يفصل بين المتزوجين فقط ممن يحملون الهوية الخضراء والزرقاء، ولكن فصل ايضا بين البيت الواحد، نصفه قدس والنصف الآخر ضفة ".

 

"اقيم الجدار وتراجعت البلاد اقتصاديا "

" ارباح المحال تراجعت بعد مجيء الجدار، والتجار خسروا كثيرا " هذا ما اكده صاحب محال بيع مواد البناء في مدينة رام الله عمر ابو عبيد حيث اشار في حديثه إلى أن  القدس  وقبل اقامة الجدار والحواجز العسكرية كانت تعتمد على حركة التجار والبضائع القادمة من الضفة الغربية.  " الحركة التجارية قبل اقامة الجدار كانت في اتجاهين من الضفة الغربية الى الداخل وبالعكس، وكان هناك العديد من الشركات والمحلات التجارية التي تتزود بالبضائع القادمة من الضفة الغربية وبسهولة، وجاء الجدار ليوجد عوائق اقتصادية وأمنية تحول دون وصول البضائع، وحرية الاشخاص مرتبطة بحرية البضائع، فالمقدسيون اصبحت حركتهم في السوق الفلسطيني شبه معدومة ".

 واضاف " لم تكن حركة البضائع مقتصرة فقط على حاجز الرام، فكان هناك منافذ كثيرة وتحديدا في قرى غرب رام الله مثل بيت عور ونعلين،  وقديما كانت البضائع تمر من خلال معسكر بيتونيا " عوفر " ولكن حاليا تم تسكيره، فكانت الحركة التجارية قديما اسهل واليوم نحصل على تصاريح للدخول كتجار عبر حاجز قلنديا ".

ولفت إلى أن الأرباح تأثرت نتيجة ان عدد من الزبائن وتحديدا من قرى مدينة القدس ممن كانوا يتوافدون دائما على المحال غير قادرين على الدخول الى الضفة الغربية، ومن الصعوبة ايصال المواد لهم لصعوبة والحصول على فاتورة مقاصة من السلطة، وحتى لو اردنا ان نبيع البضائع داخل الاراضي المحتلة عام 48 نحتاج الى فاتورة مقاصة ومن الصعب جبايتها ".

اذا وجود الجدار الفاصل بين رام الله والقدس ، مرورا يوميا ببوابة الاذلال خلق لدى الكثيرين فجوة حضارية وثقافية واجتماعية ، واصبح الامر واقعا مفروضا عليهم ، فلم يعد يكترث ابو محمد لنظافة شبابيك سيارته لانه يعلم بان الغبار لن يزول وبان توسيع شارع قلنديا واعادة تأهيل مشروع حاجز قلنديا القادم  سيخلق ازمة اضافية .

Loading...