ونشرت صحف معاريف وهآرتس ومواقع والا وديبكا أن جرافات ومعدات تابعة للجيش المصري، بدأت في حفر مزارع كبيرة للأسماك على الحدود مع قطاع غزة، بهدف منع عمليات التهريب التي تتم بواسطة الأنفاق، مشيرة إلى أن مصر ستنشئ 18 مزرعة على طول 14 كيلومتراً من الحدود مع غزة يتم فيها تربية أسماك البوري و"الجمبري" (القريدس)، وستجعل تلك المزارع فكرة حفر الأنفاق شبه مستحيلة.

ونقلت الصحف والمواقع الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين مصريين أن المشروع سيعمل على نحو فعال على سد المنطقة الحدودية بالماء، ويهدف إلى وضع حد لأنفاق التهريب تحت الأرض عبر الحدود.

وقالت إن جرافات وحفارات تابعة للجيش المصري بدأت بالعمل في عدة مواقع على طول الحدود، وتناثرت أنابيب الصلب الأسود 15 بوصة في مجال البناء، مضيفة أن المسؤولين المصريين أكدوا أنه تم التخلي عن الخطط السابقة لحفر قناة صغيرة بعد أن أظهرت الدراسات أن الماء سوف يغرق الحدود تماماً في نهاية المطاف.

وكشفت الصحف الإسرائيلية نقلاً عن رئيس بلدية رفح الفلسطينية صبحي رضوان، أن المصريين يملأون الآبار بمياه البحر، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى تلف طبقة المياه الجوفية التي تغذي غزة. وقال رضوان أيضاً إن مزارع الأسماك تهدد بانهيار المنازل على جانب غزة من الحدود.

صحيفة "معاريف" قالت إن الأجهزة الأمنية وسلاح المهندسين بالجيش المصري نجحا في إيجاد حلول للتعامل مع قضية الأنفاق وتحويل الشريط الحدودي مع غزة إلى مزارع أسماك.

وأكدت أن الجيش المصري بدأ حفر خندق طوله كيلومتر وبعمق 20 مترا، ومازال العمل جاريا لحفر المزيد، حيث تستخدم أجهزة ضخ المياه لنقل مياه البحر المتوسط إلى داخل الخندق، وبالتالي استخدامه كمزرعة سمكية لمياه البحر.

نفي مصري

في المقابل، نفى عسكريون مصريون لـ"العربية.نت" تلك الأقاويل جملة وتفصيلاً. وأكدوا أن مصر ستقيم بالفعل مزارع للأسماك لكن ليس على حدود غزة بل في أحواض المياه الناتجة عن حفر قناة السويس الجديدة، حيث تم بالفعل تسليم 1380 حوضا للاستزراع السمكي.

كما أكد اللواء فؤاد بدوي، الخبير العسكري المصري لـ"العربية.نت" أن فكرة إقامة مزارع للأسماك على حدود غزة غير واردة، ولو كانت هناك خطة بالفعل لذلك لأعلنت عنها مصر، فليس لديها ما تخفيه، مضيفا أن هناك مشروعاً للاستزراع السمكى يعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم، ويعطيه الرئيس عبدالفتاح السيسي أولوية خاصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، وتقديم منتج عالمي بأرخص الأسعار، حيث سيقام على مساحة 5000 فدان، في محور إقليم تنمية قناة السويس ويشمل 3828 حوضا، وتبلغ تكلفة البنية الأساسية الخاصة به 650 مليون جنيه، وسيتم الانتهاء منه نهائيا في أغسطس 2016.

تشديد الحصار على غزة

من جهته، أكد اللواء هشام عبدالحليم، مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية لـ"العربية.نت" أن تلك الأقاويل لم تصدر عن وسائل إعلام إسرائيلية فحسب، بل روجتها صحف ووسائل إعلام عالمية، مثل أسوشيتدبرس وواشنطن بوست ونيويورك تايمز وهافنغتون بوست. ورأى أنها جزء من خطة تشديد الحصار على القطاع والضغط على حركة حماس، وهذا ليس صحيحا، ولو ذهب أحد فيهم إلى الحدود فلن يجد ما يروجون له.

وأضاف أن الجيش المصري لا يعمل في الخفاء، ولو كانت هناك خطة لإقامة مزارع سمكية على الحدود لغلق الأنفاق فسيتم الإعلان عنها والكشف عن تفاصيلها فوراً ودون تردد، مضيفا أن المزارع السمكية ستقام في منطقة إقليم السويس وليس على حدود غزة.