سمّاعة طبية بطابعة ثلاثية الأبعاد بأيد فلسطينية
12:00 صباحاً 17 أيلول 2015

سمّاعة طبية بطابعة ثلاثية الأبعاد بأيد فلسطينية

الاقتصادي- نجح الطبيب الفلسطيني الكندي د. طارق لوباني في اختراع سماعة طبية باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، وهو أول إنجاز في سلسلة من الاختراعات التي يأمل لوباني أنها ستساعد في تخفيف النقص الذي يشهده قطاع المعدات الطبية، بعد ثماني سنوات من الحصار على قطاع غزة.

ويبين لوباني أن تكلفة السماعة الطبية لا تتجاوز الدولارين ونصف الدولار، وهو أقل من سعر السماعة العادية بأضعاف وبجودة مقاربة جدًا.

ويقول طبيب الطوارئ لوباني: "أعتقد أن نقص الإمدادات الطبية في غزة يمكن أن تتحول من كارثة إنسانية إلى نجاح غير مسبوق".

ويقوم لوباني الذي يقطن في لندن اونتاريو (كندا)، على مشروع يهدف إلى تأمين معدات طبية مجانية وذات جودة مرتفعة للمناطق المهمشة والفقيرة مثل قطاع غزة، وبخاصة بعد أن فرضت إسرائيل ومصر حصارًا على القطاع، بعد تولي حركة حماس زمام السلطة فيه، حيث خلفت القيود على الاستيراد نقصًا في المواد الطبية الأساسية والضرورية لعمل المستشفيات والمراكز الصحية.

والذي فاقم صعوبة الحياة في المنطقة، هو امتزاج ثلاثة حروب مع إسرائيل مع الانقسام بين الفصائل الفلسطينية إضافة إلى فشل الجهات الدولية في الإيفاء بتعهداتها ودعمها المالي للقطاع.

ويوضح لوباني أنه يسعى إلى إنتاج هذه المعدات على الصعيد المحلي، كي تتمكن المنطقة من سدّ حاجتها من هذه المعداّت، دون الاعتماد على الجهات المانحة والتقلبات في السياسة الإسرائيلية.

وكان لوباني البالغ من العمر 34 عامًا، قد عمل في مستشفى الشفاء في غزة، خلال حرب الثمانية أيام عام 2012. ويقول: "كان الجرحى يتدفقون من كل حدث وصوب، وكان الأطباء يتناوبون على استخدام السماعتين المتوفرتين لعلاج الحالات الطارئة".

وعندما عاد لوباني إلى كندا، وبينما كان وابن أخيه يمرحان في لعبة السماعة الطبية البلاستيكية، لاحظ الطبيب أنه ليس من الضروري أن يكون أنبوب الأذن في السماعة مصنوعًا من الفولاذ الذي لا يصدأ، وهكذا أجرى أبحاثًا عديدة، إلى أن تمكن وفريقه من الكشف، خلال الشهر الماضي، عن أول سماعة طبية مصنوعة من البلاستيك.

وجربت أول سماعة مصنوعة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد في كندا، باستعمال بالونًا مليء بالماء، وأظهرت النتائج أن هذه السماعة كانت تواكب تلك التي تتوفر بالسوق.

ويقول مدير أبحاث طب الطوارئ في كلية الطب وطب الأسنان في جامعة غرب أونتاريو د. جوناثان دريير أن السماعة التي اخترعها الطبيب الفلسطيني الكندي لوباني هي ذات جودة عالية، رغم أن دريير لم يكن من القائمين على المشروع، ويتابع: "استخدمت السماعة التي اخترعها لوباني على العديد من مرضاي، ويمكن أن أشهد على أن نقاء الصوت وجودته يوازي بل يفوق أداء السماعات الطبية العادية وهي ليتمان كارديولوجي 3".

كما يصمم مشروغ "غليا" الذي قام يقوم عليه لوباني وفريقه، العديد من المعدات الطبية من الطابعات الثلاثية الأبعاد، مثل الأداة التي يمسك بها الأطباء أبر التقطيب، إضافة إلى ميزان نسبة الأوكسجين في الدم.

ومؤخرًا، وبينما كان لوباني في زيارة لقطاع غزة، شاهد الطبيب الفلسطيني الكندي أحد أعضاء فريقه يطبع سماعة طبية في إحدى المحلات في مدينة غزة.

ويتم تجميع الطابعة محليًا، حيث تذوب طبقات من الخيوط الحمراء بشكل دائري وعلى سطح ساخن، وعندما تنتهي الطابعة يشبك لوباني رأس السماعة بأنبوبي الأذن، التي صنعت أيضًا بالطباعة الثلاثية الأبعاد.

ويقول مدير دائرة الطوارئ في مستشفى الشفاء د. أيمن شهباني: "هذا بسيط، ورخيص، وكاف بالنسبة لنا"، حيث كان جرب السماعة مسبقًا، وأضاف: "يمكننا الآن صناعة سماعة خاصة لكل واحد من أطبائنا".

ويسعى لوباني إلى إدخال اختراعه إلى صفوف الأطباء في غزة، إلا أن هذا سيأخذ وقتًا لأن الأطباء في المنطقة لم يعتادوا على استعمال هذه السماعات، إلا أن لوباني يأمل أن جودة هذه الأداة ورخص سعرها سيجع الأطباء في غزة وفي كل المناطق في العالم على استعمالها.

ويضيف لوباني: "يسعدني أن المرضى الغزيين والمرضى بشكل عام سيتلقون علاجًا أفضل بعد أن أدخلت هذه السماعة إلى نظام الطب والعلاج في المنطقة".

 

Loading...