في غزة : البناء للأغنياء فقط
12:00 صباحاً 12 آذار 2015

في غزة : البناء للأغنياء فقط

بسبب ارتفاع كلفته وصعوبة نقله من الضفة

غزة- الاقتصادي-اسلام ابو الهوي-  عرف الحجر القدسي في قطاع غزة بالحجر الضفاوي لاستيراده من الضفة، وتحديدا الخليل، وحظي الحجر القدسي بمكانة غالية بسبب اسمه إلى جانب مميزاته باعتباره من أقدم مواد البناء ويتمتع بخواص عديدة ، وتعتبر من أجمل المنازل في غزة تلك المبنية بالحجر القدسي بعد أن اعتاد الناس على البناء بالحجر العادي.

ويتسابق الناس في غزة على تمييز منازلهم بالحجر القدسي  الذي من خلاله يستطيع  مقاومة العوامل الجوية في غزة وخاصة الرطوبة العالية لقربها من البحر إلا أن البناء بالحجر القدسي يزيد من تكلفة البناء، لذا لم يتحول البناء بالحجر القدسي إلى عادة شائعة رغم التزايد الملحوظ على استخدامه بين الناس، ومن الصعوبات التي تواجه البناء بهذا الحجر صعوبة استيراده من الضفة الغربية بعد فرض الحصار المشدد على غزة ما ساهم في نشوء محاولات لتقليده باستخدام الكرا ميكا التي تشبه الحجر القدسي او بالجبس عن طريق تصنيع قوالب تحمل شكل الحجر القدسي الا انها لا تتمتع بنفس الخواص.

"ا لاقتصادي" استطلع آراء المواطنين والمختصين الذين اجمعوا على التزايد الملحوظ في استخدام الحجر القدسي في غزة.
يقول محمد حسن –فني جبس- جاءت فكرة صنع قوالب على هيئة حجر قدسي منذ ثماني سنوات بعد ازدياد سؤال الزبائن عن امكانية تصنيع حجر قدسي بالجبس في ديكورات الشقق.

وأضاف:" بعد سكب أول قالب جبس على شكل حجر قدسي استخدمته في منزلي وتم دهانه باللون الذهبي اللامع وكانت عينة للعمل ومن بعدها تزايد الطلب وبدأنا في استخدامه في ديكورات مختلفة كالدفايات الجبسية والأسقف والجدران وزوايا المنزل ويتم دهانه حسب رغبة الزبون. بدوره قال وليد امام من شركة امام للبيع وتركيب الحجر القدسي إن قطاع غزة يستورد الحجر القدسي من مدن الضفة الغربية لكن بشكل كبير من مدينة الخليل ليتم استخدامه في واجهات العمارات، والبرندات أو شايش المطابخ.

وأضاف:" تصنيفات الحجر تأتي حسب المركبات، المنطقة التي استخرج منها الحجر كحجر الشيوخ والإنجاصة وجماعين وتصنيف حسب النقش حيث يعتبر حجر الطبزة الأغلى لجمالية شكله وسمكه الذي يترواح من 8_9 سم في حين يعتبر الحجر السادة الأقل سعرا.
كما بين إمام أن ارتفاع تكلفة الحجر القدسي يعود لتميزه بخواص متعددة منها عدم تأثره بالعوامل الطبيعية ومناسبته لكافة الظروف المناخية كذذلك قلة حاجته إلى الصيانة، منوها إلى أن هناك من يرغب في تركيب الحجر القدسي فقط لجمال شكله الخارجي ورونقه.

 وأوضح أن البعض يهتم بالشكل الخارجي لواجهة العمارة فيختار نوعيات رديئة وهي التي تحتوي على فجوات ما يجعلها تتأثر بالعوامل المناخية مع مرور الزمن، لافتا إلى أن  العمارات السكنية التي واجهتها حجر قدسي يزيد على سعر الشقة حوالي 5000 دولار وذلك لتكلفته المرتفعة.

وأكد أن خلال فترة الحصار على قطاع غزة في 2007 حتى 2011 تم منع دخول الحجر القدسي إلى قطاع غزة وتوقف العمل تماما مضيفا:" حين تم السماح بدخوله تم فرض قيود كدخول الحجر القدسي السادة فقط ما جعلنا نعمل في قطاع غزة جاهدين لنقشه بالنقوش المطلوبة ليكون مناسبا للتركيب، كما كنا نستورده من الضفة ما ساهم في خلق فرص عمل لكثير من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل.

في السياق نفسه، قال المهندس ناهض العكلوك من شركة الواحة الخضراء إن هناك اعتقادا خاطئا لدى معظم الناس بأن الحجر القدسي فقط شكل جمالي دون مميزات،  إلا أن الحجر القدسي يتميز بميزات فريدة لها علاقة بالتكييف لوجود طبقة الحجر ومن ثم الباطون وحجر البناء ما يقي من حرارة الصيف كما يحدث في الأبنية دون الحجر القدسي إلى جانب سهولة صيانته وتنظيفه.

وأشار إلى أن أكثر الأنواع شيوعا في قطاع غزة هي الشيوخ بينما يعود اختيار الحجر القدسي السادة ، أو المسمسم، أو الطبزة بناء على ذوق الزبون  إلا أن حجر الأخير يمتاز بأنه الأكثر سمكا، مؤكدا أن تركيب الحجر القدسي يتطلب مهارة ودقة متناهية من العامل عند دق الحجر حتى لا يترك فجوات تسمح بتجميع المياه فيه ما يجعله ضعيفا مع مرور الوقت.

ولفت العكلوك إلى أن مستوى دخل المواطن الغزي هو من يتحكم في مدى اقبال المواطنين على تركيب الحجر وأن امكانيات المواطن هي من تجعله يقتصر على القصارة فقط، متوقعا أنه في حال تحسن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة سيكون هناك إقبال واسع على تركيب الحجر في لما له من مميزات قوية إلى جانب الشكل الجمالي الأفضل.

وأضاف:" يخضع استيراد الحجر لقيود يفرضها  الاحتلال الاسرائيلي حيث إنه منع دخول حجر بسمك 5 سم دون مبررات، إضافة إلى اغلاقات المعبر المستمرة ما يشكل عائقا.
بدوره، قال فريد زقوت المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الإنشائية إن تكلفة الحجر مرتفعة جدا ما يجعل تركيبه لا يتناسب مع غالبية المواطنين واقتصاره على مناطق محددة في القطاع، مضيفا أن حجم طلب الحجر على العمارات السكنية أكثر.

وأوضح أن صناعة الحجر في قطاع غزة تعرضت لتوقف تام خلال سنوات الحصار على قطاع غزة وحين تم السماح  فرضت قيودات كإدخال الحجر السادة، ورغم ذلك تحدى العاملون في هذا المجال الاحتلال وتعلموا نقش الحجر بالشكل والمواصفات التي كانت تأتي، لافتا إلى أن عدد العاملين في هذا القطاع محدودا.
 ولفت إلى أهمية هذه الصناعة واستمرارية  دخول الحجر إلى قطاع غزة دون قيود من الجانب الاسرائيلي إلى جانب انخفاض تكلفته ليصبح في متناول الجميع لما له من مميزات ومظهر جمالي خلاب.
 

 
Loading...