البلدة القديمة في الخليل تشتاق لأهلها
ABRAJ: 1.99(%)   AHC: 0.88(%)   AIB: 1.50(1.32%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.60(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.37(0.72%)   AZIZA: 3.00(1.64%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.61(0.62%)   BPC: 4.22(4.46%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.04( %)   JCC: 2.08(4.00%)   JPH: 3.80(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36(0.42%)   MIC: 3.14(%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.68( %)   NIC: 3.32( %)   NSC: 3.31( %)   OOREDOO: 0.83(2.47%)   PADICO: 1.10(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.73(1.46%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.91(0.00%)   PRICO: 0.32( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.34( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.60( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.00(4.17%)   TNB: 1.42(0.71%)   TPIC: 2.05( %)   TRUST: 3.04( %)   UCI: 0.48(0.00%)   VOIC: 14.50( %)   WASSEL: 0.92(1.08%)  
12:00 صباحاً 27 آذار 2015

البلدة القديمة في الخليل تشتاق لأهلها

الخليل- الاقتصادي- أمل التميمي- الحاج محمد نجيب كامل صبحي ابو شمسية (61عاما) احد القاطنين في منطقة عين القرنه بالبلدة القديمة من مدينة الخليل يرى أن  البلدة القديمةفي مدينة الخليل كانت في الماضي هي العنوان والمركز الرئيسي لمحافظة الخليل من ناحية التجارة والسكن لكن الاحتلال ومستوطنيه دمروا هذا المركز والسند العريق لنا كفلسطينيين، فعشرات العائلات هجرت منازلها بسبب اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة على أهالى البلدة.

واضاف "انا عندي دكانين بمحاذاة بركة السلطان في منطقة السهلة التي احكم الاحتلال سيطرته عليها بدعوى حماية زمرة من المستوطنين وقد مر 20 عاما على اغلاقها، لكن هذا الظلم لن يدوم ونحن لا ننتظر شيئا من العباد بل نتضرع فقط بالدعاء لرب العباد لأن العدالة غابت في هذا الزمن الأغبر. وبحرقه قال "لا حول ولا قوة الا بالله".
وتابع ابو شمسية قائلا " بعد ان نهبت بضاعتنا التي كانت بداخلها توجهت للبلدية والمحافظة عدة مرات لكنهم لم يفعلوا لي شيئا حتى يومنا هذا ومحلاتي لم يبق لدي منها الا هذا المفتاح الكبير. "ورفعه بيده".

وأشار مالك احد المحلات التجارية في البلدة القديمة، الحاج محمد حامد بدوي المصري (76عاما) الى ان التوسع الاستيطاني الذي يمتد كالسرطان في قلب البلدة القديمة هو سبب دمارها وهروب المواطنين منها وعزوفهم عن الشراء من محلاتها التجارية "وهذا حدث كله خلال العقدين الأخيرين من الزمن".

وأوضح المصري قائلا والألم يعتصره "إن تركيب الاحتلال عشرات البوابات الحديدية والالكترونية على مداخل البلدة القديمة وفي زقاقها بدعوى حماية المستوطنين هو سبب الخراب الذي حل بنا "وبعد تنهيدة طويلة وبصوت منخفض، اضاف "كانت الأسواق هنا في ساعات الصباح لا تتسع للمواطنين الذين يتجولون ويشترون حاجاتهم من البلدة القديمة وانا اليوم "بيني وبينوا الله اذا بطلع حق دخاني واذا بركنوا علي اهل داري ما بتعشوا لكني صابر وصامد وبلدنا اعطتنا كثير عشان هيك لازم نضحي عشانها".

ومن ناحيته، قال مدير اوقاف الخليل الحاج زيد الجعبري "يتبع للاوقاف عدة عقارات تقع في الخليل القديمة لكن عقب مجزرة الحرم الابراهيمي وتقسيم الاحتلال المدينة الى قسمين سيطر الاحتلال ومستوطنوه على سوق الخليل المركزي واقاموا فيه بؤرة استيطانية سموها "ابراهيم ابينو" وهذا ادى الى خسارة الاوقاف لاكثر من 60% من دخلها الذي كان في معظمه من ايجارات المحلات الموجودة في البلدة القديمة ناهيك عن سيطرة الاحتلال.

ونوه إلى التعقيدات التي فرضتها سلطات الاحتلال على المواطنين الفلسطينين عند دخولهم الى الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة "فمئات البوابات الحديدية والالكترونية وكاميرات المراقبة ركبت بدعوى توفير الأمن للمستوطنين وآلاف الجنود يتواجدون باستمرار في البلدة القديمة لحماية عشرات المستوطنين كما تدعي حكومة الاحتلال" هذا كله ادى الى عزوف الناس عن القدوم إلى البلدة.

وطالب الجعبري، بالغاء اتفاقيات الخليل التي وقعت بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والتي قسمت الخليل الى قسمين H1 يخضع للسيطرة الامنية الفلسطينية و H2 يخضع للسيطرة الأمنية الاسرائيلية لظلم واجحاف هذه الاتفاقيات بحق الفلسطينين، وطالب المواطنين بضرورة التواجد الدائم في البلدة القديمة لاحيائها وعمارتها ولمنع تهويدها من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
 

الخليل القديمة  عبر العصور ومزاياها السياحية

اوضح رئيس اللجنة السياحية بمحافظة الخليل المهندس علاء شاهين قائلا " تقع البلدة القديمة في قلب مدينة خليل الرحمن حيث امتد نسيجها العمراني الاسلامي في وادي الخليل بعد ان انتقلت من التل المجاور لها "تل الرميدة" الذي احتضن المدينة عبر مختلف العصور والحقب التاريخية لاكثر من 6000 عام.

وتضم البلدة القديمة العديد من الحارات التي يربطها طريق رئيسي يمر بينها وينتهي الى قلبها النابض المسجد الابراهيمي الشريف, وقد امتلكت كل حارة من هذه الحارات لونا اجتماعيا او اقتصاديا اكسبها خصوصية وميزها عن غيرها فمثلا حارة القزازين ضمت الفعاليات الاقتصادية الحرفية وسميت بهذا الاسم نسبة لشريحة العاملين في الزجاج.

واسهب قائلا "تقع في مقابل حارة القزازين حارة الاكراد التي ضمت العائلات التي انحدرت من اصول كردية ونسجت في تلك الحارة نسيجها الاجتماعي الخاص بها دون المساس بالانسجام العام لسكان البلدة القديمة بشكل عام".

وتابع شاهين" لكل حارة قصة مثيلة تحفظ لسكانها صفة خاصة تزين من خلال الفسيفساء الاجتماعية والثقافية للمدينة تكاملا وتواصلا تاما، كما ان احواش البلدة القديمة عكست ذلك الأمر بجمالية رائعة حيث تدرجت فيها الخصوصية الاجتماعية من حدود البلدة القديمة إلى الحارة إلى الحوش بشكل يسحر الزائرين مع انتقالهم من الطرق الرئيسية إلى الفرعية ومنها إلى الممرات الداخلية للحارات".
 

الحرم الابراهيمي ودوره في نمو الخليل

قال شاهين، لعب وجود المسجد الابراهيمي داخل الخليل القديمة الدور المهم في نمو المدينة وجعلها احد اهم المراكز الدينية في العالم الاسلامي, فاصبحت محجا للعلماء والصوفيين ومحل اهتمام للحكام والأمراء في مختلف فترات الحكم الاسلامي.

كما ان موقعها الجغرافي كان سببا آخر لابرازها كمحطة رئيسية على الطرق التجارية الواصلة بين شمال فلسطين وجنوبها ومنها إلى مصر والشام ومختلف أرجاء المعمورة.
 

تهويد الخليل القديمة

قال رئيس اللجنة السياحية في الخليل "ان القيم الانسانية والثقافية والتاريخية التي رسمت عبر قرون في بلدة الخليل القديمة تعاني اليوم من احتلال فرض سيطرته العسكرية بقوة اسلحته الفتاكة ونشر بؤره الاستيطانية سعيا لتغيير ملامح هويتها ودثر معالمها التاريخية".

واشار إلى أن ممارسات الاحتلال تظهر بأشكال مختلفة تصب جميعها نحو تضييق الخناق على سكان المدينة ومنع محاولات احيائها والحفاظ عليها "فنجد ما يزيد عن 15 نقطة تفتيش تتمركز على المحاور الرئيسية وما يزيد على 50 مدخلا مغلقا بالكتل الاسمنتية والبوابات الحديدية وغيرها من اشكال عزل البلدة القديمة وتقطيع اواصرها وعلاقتها بباقي اجزاء المدينة الحديثة".

واضاف " اكثر من 500 محل تجاري اغلقت في الخليل القديمة بقرار عسكري كما ادى وجود الاحتلال ومستوطنية إلى اغلاق اكثر من 1000 محل آخر لعدم تمكن مالكيها من العمل في ظل ظروف أمنية قاسية ينفذها الاحتلال بحجج واهية تهدف لتوسيع البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة".

وتابع "وجود الاحتلال ومستوطنيه حال دون قيام مؤسسات الوطن والمدينة بمهامها لحماية المنطقة وتوفير الحد الأدنى من الخدمات لمواطنيها كالصحة والتعليم وشبكات البنية التحتية وترميم المباني وصيانتها".

واختتم رئيس اللجنه السياحية قائلا "ان احياء البلدة القديمة في ظل هذه الظروف يتطلب منا كفلسطينيين العمل كفريق واحد ضمن خطة موحدة تنبذ المصالح الخاصة وتحقق توحيد الجهود وتكامل الادوار، كما ينبغي الاتفاق على رؤية مستقبلية واضحة واعداد مخطط تنمية واحياء للبلدة القديمة"، مطالبا بالاهتمام بالعنصر البشري ورفع مستوى الوعي لدى المواطن حول ما يملكه من ثروة تاريخية وثقافية واقتصادية بما يضمن مشاركة المجتمع المحلي في أعباء احياء البلدة القديمة وتحويل دوره الى دور فعال ومثمر ثقافيا واقتصاديا.

 

Loading...