البراءة الفلسطينية تُحصد في كروم المستوطنات مقابل 80 شيقلا
ABRAJ: 1.99(%)   AHC: 0.88(%)   AIB: 1.50(1.32%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.60(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.37(0.72%)   AZIZA: 3.00(1.64%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.61(0.62%)   BPC: 4.22(4.46%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.04( %)   JCC: 2.08(4.00%)   JPH: 3.80(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36(0.42%)   MIC: 3.14(%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.68( %)   NIC: 3.32( %)   NSC: 3.31( %)   OOREDOO: 0.83(2.47%)   PADICO: 1.10(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.73(1.46%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.91(0.00%)   PRICO: 0.32( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.34( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.60( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.00(4.17%)   TNB: 1.42(0.71%)   TPIC: 2.05( %)   TRUST: 3.04( %)   UCI: 0.48(0.00%)   VOIC: 14.50( %)   WASSEL: 0.92(1.08%)  
12:00 صباحاً 24 حزيران 2015

البراءة الفلسطينية تُحصد في كروم المستوطنات مقابل 80 شيقلا

رام الله-الاقتصادي- نحو الخامسة صباحًا، وقبل شروق الشمس بقليل، يتجه عمال فلسطينيون لعملهم في إحدى المستوطنات الإسرائيلية، ويجتمعون على مدخل "موشاف تومير"، حيث يركبون عربة يجرها جرار (تراكتور)، ويتجهون نحو طريق ترابية مؤدية إلى مزارع الكرم.

في العربة، أطفال يبدو أنهم لم يتجاوزوا الخامسة عشر من العمر، منهم: يوسف، ومحمد، وعلي، وهناك من هم أصغر من ذلك، لكن لا يوجد أي رقابة على الموضوع لذا فهو من الصعب التمييز... وهكذا، يبدأ يوم عمل للصغار.

 

لا رقابة ولا قانون

حتى السمسار الفلسطيني لا يبدي أي أهمية لصغر أعمار العمال، فاستقراره الاقتصادي يعتمد في الغالب على العمل داخل مستوطنات اسرائيلية. لكن هذه ليست الحالة الوحيدة، بل هي ظاهرة منتشرة بشكل كبير داخل الاراضي المحتلة.

حيث أشارت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها إلى أن المستوطنات الاسرائيلية، وبخاصة تلك القريبة من وادي الأردن تشغل المئات من الشبان الفلسطينيين الذين لم يبلغوا الخامسة عشرة من العمر، وهو السن القانوني للتشغيل، ورغم القوانين الصادرة لتنظيم عمل اليافعين، إلا ان انعدام الرقابة تجعل من هذه القوانين بالية وبلا فائدة.

وتعقيبًا على ما سبق، يقول  ما يسمى رئيس المجلس الإقليمي لوادي الأردن ديفيد الحياني إنهم لا يشغلون الأطفال بشكل مباشر، وأنهم لا يتتبعون المتعهدين الفلسطينيين وبالتالي فإن المسؤولية تقع على هؤلاء السماسرة.

12 ساعة عمل يوميًا

ينهي محمد ويوسف، 15 عامًا، يومهما عند الواحدة مساءً، ويشمل ذلك استراحة عند العاشرة والنصف من أجل الإفطار والاستراحة، أما علي الذي يبلغ 14 عامًا يقول أنه انسحب من المدرسة السنة الماضية، وعمل منذ حينها في مزارع "تومير".

ويقول علي: "نحمل الصناديق ونشذب الكروم كي ينمو العنب بالشكل الصحيح، وينفذ العمل صفًا تلو الآخر، لذا فهو من الصعب جدًا أن تبقى ظهورنا منحنية طيلة هذا الوقت".

يمكن لمن يطّل على الدفيئات والمزار والحقول المزروعة بالكرم، وعلى امتداد السريع 90 (الذي يخترق الوادي)، ان يرى شبانًا آخرين يعملون، ويبتسمون بصمت عندما يستفسر أحد عن اعمارهم.

وكانت منظمة الـ"هيومن رايتس ووتش" قابلت 38 طفلاً عاملاً و12 بالغًا، يعمل كلهم في مجال الزراعة في عدد من المستمرات الواقعة في وادي الأردن، كما قابلت عددا من المقاولين وأصحاب المزارع.

وتبين من خلال التقرير أن 30 من الأطفال العاملين بدأوا عملهم قبل إتمام الخامسة عشرة (13-14 عامًا)، وأصغرهم سنًا كان يبلغ حين بدأ عمله 11 عامًا.

ويشير التقرير أيضًا إلى أنه في قمة موسم الحصاد، يعمل في المستوطنات الاسرائيلية ما يقارب الـ1000 قاصر، لمدة 10 إلى 12 ساعة يوميًا.

 

أوضاع تطحن الأطفال قبل الرجال

يتناول التقرير أيضًا شهادات لعدد من القاصرين العاملين في المجال، يقول أحدهم: "إذا جلست خلال عملك بالعنب أو الفلفل يأتي المشرف فورًا ويأمرك بالوقوف وعدم اخذ استراحات، ولا يسمح لنا بالذهاب الى المرحاض، بل نقضي حاجتنا في الحقل، كما أنهم يعلون أصواتهم علينا طوال الوقت، لا يشتموننا لكنهم يتهموننا بالإهمال".

طفل آخر يقول أنه مضطر لالتقاط 10 صفوف من الفلفل في اليوم، ويبين أنه حاول ترك العمل يومًا لكن المشرف أخبره أنه لن يذهب إلا عندما ينهي الصفوف العشرة.

لا يقف الامر هنا، بل يبين بعض القاصرين العاملين في المنطقة، أنه عند رش الحقول بالمبيدات الحشرية، يعاني بعض الأطفال العاملين في المنطقة من تقيؤ ودوار وطفح جلدي، وأنه لم يكن لديهم بذلات واقية لحماية أنفسهم.

ويوضح أطفال آخرون أنه في فترة الصيف مع بدء الاجازة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة الى ما يزيد عن 40 سلسيوس، وأكثر من ذلك داخل البيوت البلاستيكية، كل ذلك مقابل ما يقارب الثمانين شيقلا يوميًا.

Loading...