الصناعات اليدوية تنبض بعبق التاريخ
ABRAJ: 1.99(%)   AHC: 0.88(%)   AIB: 1.50(1.32%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.60(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.37(0.72%)   AZIZA: 3.00(1.64%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.61(0.62%)   BPC: 4.22(4.46%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.04( %)   JCC: 2.08(4.00%)   JPH: 3.80(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36(0.42%)   MIC: 3.14(%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.68( %)   NIC: 3.32( %)   NSC: 3.31( %)   OOREDOO: 0.83(2.47%)   PADICO: 1.10(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.73(1.46%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.91(0.00%)   PRICO: 0.32( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.34( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.60( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.00(4.17%)   TNB: 1.42(0.71%)   TPIC: 2.05( %)   TRUST: 3.04( %)   UCI: 0.48(0.00%)   VOIC: 14.50( %)   WASSEL: 0.92(1.08%)  
12:00 صباحاً 08 آذار 2015

الصناعات اليدوية تنبض بعبق التاريخ

رام الله- الاقتصادي- لم يكن توجه المئات من الشبان للعمل في الصناعات اليدوية  لوأد البطالة فحسب بلا قصدوها لممارسة هواياتهم الفنية وتخليدا لارث اجدادهم ممن سبقوهم اليها.
وبالرغم من محاولات الطمس والاحلال، إلا أن الصناعات اليدوية بقيت شاهدا على تاريخ وهوية شعب، وصمدت أمام التطورات التكنولوجية والصناعية وحافظت على تاريخ يزيد عمره على آلاف السنين في بيت لحم والقدس والخليل وغيرها من المدن الفلسطينية التي يقصدها الملايين من الوفود السياحية  سنويا خلال الاعياد الدينية والمواسم السياحية يمشون في شوارعها التي لا تزال تنبض بعبق التاريخ.

ويقول الشاب روبين ابو غربية (23) عاما والذي يعمل دليلا سياحيا وبائعا متجولا في المزارات السياحية للمشغولات اليدوية " من يزور فلسطين ويمشي في شوارعها العتيقة لا يمكن الا أن يفكر في اقتناء لوحة خشبية رسمت عيسى عليه السلام ومريم، من يصل للقدس ويقصد البلدة القديمة فيها كل ما يرد الى ذهنه هو شراء مجسم  لقبة الصخرة او لغصن زيتون حفرت عليه صورة المدينة".

فرصة لإظهار مواهب فنية

ويضيف ابو غربية" العمل في الصناعة اليدوية هو عمل جميل يختلف عن غيره من الأعمال بطبيعته الفنية والوطنية، وخلال مزاولتي المهنة لأكثر من خمس سنوات فإنه يتميز بقدرته على  تمكين الفرد من إظهار مواهبه الفنية، بالإضافة إلى  إمكانية تحقيق دخل جيد للفرد، الا انه غير ثابت يتراوح في ذروة المواسم السياحية من 2000- 5000 شيقل اسرائيلي تتحول في غيرها من شهور السنة الى عبء اقتصادي وبطالة على من يمارسه خلال مواسم ندرة السياحة".

استفادة من تزاحم السياح

ان الصناعات اليدوية من أكثر القطاعات  التي تستفيد من تزاحم السواح على اي بلد كان، وتعمل بعلاقة طردية مع السياحة.
مهنة الصناعة اليدوية  التي كانت وما زالت من أهم وأقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، والتي يزيد عمرها في فلسطين على 3 آلاف عاما، ظلت تشكل مصدر الدخل الوحيد للعشرات من الأسر الفلسطينية التي تعيش  في المدن التي تحمل داخل أسوارها الكنائس والمساجد المقدسة خاصة في مواسم الأعياد الدينية. 

وبالرغم من تعدد المعيقات التي تواجه قطاع الحرفة اليدوية إلا ان المئات من الحرفيين يمتهنون الصناعة اليدوية في جميع اشكالها ومن مختلف الفئات العمرية ممن يهواها وممن ورثوها عن أجدادهم او اعتاشوا منها فاصبحت تشكل لهم مصدر الدخل الوحيد.
ويقول  رئيس تجمع الحرف التراثية في الخليل بدر الداعور ان الحرف والصناعات اليدوية لا تستقطب الجمهور المحلي فقط بل تجذب الوفود السياحية وتنجح عملية التسويق وإن كانت بشكل غير كاف الا انها تعمل على استدامة وجود هذه الحرف التراثية.  

12 حرفة يدوية في الخليل

وعن حركة السياحة في محافظة الخليل يقول الداعور"شاهدنا مؤخرا عملية استقطاب جيدة للسياحة في الخليل التي تحتوي على 2010 مواقع أثرية وتراثية معترف بها، والتي زارها خلال العام المنصرم ما يزيد على 30 ألف سائح  ما  يؤثر بشكل مباشر على النهوض بالحرفة والحفاظ عليها من الاندثار.

 ويكمل: "هناك ما يقارب 112 حرفة يدوية في الخليل تمارس من خلال 900 ورشة"، لافتا إلى أن الخليل تتميز عن غيرها من محافظات الوطن ودول العالم  في مزاولتها لـ 12 مهنة تراثية نادرة الوجود من صناعة خزف وزجاج والنحت على خشب الزيتون.

واشار الداعور الى أن عددا من العاملين في الصناعات اليدوية وخاصة البائعين المتجولين يرون أن هذا العمل يتيح لهم فرصة تحقيق بيع أكثر ومرود اقتصادي اكبر من خلال تنقلهم واعطاء السائحين فرصة النظر إلى اعمالهم واقتنائها خاصة اذا كانت بزاراتهم وورشهم بعيدة عن الأماكن الأثرية التي تقصدها الوفود السياحية لا سيما أن الوفود السياحية لا تقضي مدة طويلة داخل مدينة الخليل.

ونوه الداعور إلى أن إغلاق إسرائيل لما يزيد على 42 ورشة بالقرب من الحرم الابراهيمي واضطرار اصحابها ومالكيها إلى فتح أبواب خلفية في الشوارع الجانبية حجبتهم عن تدافع الوفود السياحية وساهمت في تقليل العائد المادي بسبب صعوبة وصول السائحين لورشهم.

ودعا رئيس تجمع الحرف التراثية في الخليل "إلى ضرورة توفير أماكن مناسبة لاقامة السائحين في مدينة الخليل"،  معربا عن أمله في أن تشهد الأعوام القادمة  زيارة أعداد اكبر من الوفود السياحية إلى فلسطين. 

 وتقول مدير مركز التراث في مدينة بيت لحم مها السقا "ارتكزت فكرة مشروع المركز على أهمية مدينة بيت لحم التي تعتبر المدينة السياحية الأولى في فلسطين، فقد زارها خلال العام 2013 ما يقارب 2 مليون سائح".  

احياء للتراث الفلسطيني

واضافت السقا أن عمل المركز يساهم في احياء ونشر التراث الفلسطيني على المستويين العربي والدولي من خلال الاهتمام بالتطريز وصناعة التحف الفخارية والخشبية وخارطة للازياء الفلسطينية التي تثبت وتأصل هوية كل مدينة فلسطينية من خلال أزيائها، وتعطي الزائر فرصة التعرف على حضارة الشعب الفلسطيني عن طريق تاريخه وتراثه".

ونوهت السقا الى ضرورة الاهتمام بقطاع الحرف اليدوية والعمل على جذب أعداد سياحية اكبر وإعطاء السائحين فرصة التنقل داخل المدن السياحية للاطلاع على ما تصنعه أيادي الحرفيين من لوحات فنية مميزة ومكونات البلد الثقافية والتاريخية.

 وتضيف:  "في الوقت الذي نقوم فيه بحماية تراثنا والمحافظة على هوية زخارفنا من الاندثار يعود هذا العمل بالنفع على أكثر من 40 أسرة عاملة في التطريز للمركز، بالإضافة إلى موظفين آخرين يعملون في حرف أخرى غير التطريز".

صيت عالمي لصناعة التراث الفلسطينية

واكدت السقا من خلال مشاركتها في اكثر من 40 مهرجانا على المستويين العربي والدولي على رواج التراث الوطني وشعبيته في مختلف دول العالم وان تميز وجمالية الصناعة والتراث الفلسطيني مكنتها من الحصول على عدة  جوائز أهمها حلولها في المرتبة الاولى في جائزة اليونسكو "للمرأة والتراث" ما يدلل على أن أعمالنا اليدوية وطابع تراثنا ينال اعجاب واستحسان السائح الغربي وحتى العربي، ويصل صيتها للخارج ويؤكد على تميز تراثنا وصناعاتنا اليدوية عن غيرها من دول المنطقة والعالم.
وتكمل السقا: "ان ما يميز القطع التراثية والصناعة اليدوية الفلسطينية انها ذات طابع تاريخي ديني تحمل في مضمونها تاريخ البلد في مختلف العصور والازمان مما يحقق عامل جذب لمختلف السواح من مختلف الديانات والمعتقدات".

رجال يعملون في التطريز

 وعن العاملين في قطاع الحرف اليدوية، تقول السقا "ان الصناعات اليدوية خرجت عن صورتها النمطية التي كانت عليها خلال عشرات السنين"، منوهة إلى وجود عدد من الرجال الذين تقدموا للعمل في التطريز لدى المركز بعد أن كان ذلك حكرا على النساء.

واكدت أن العمل اليدوي يعطي فرصا مختلفة للعاملين فيه خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به فلسطين فإنه يعمل على تشغيل وإعالة العديد من الأسر ويساعد شبابا على التخلص من شبح البطالة والفقر ويحقق لهم عائدا  ماديا جيدا ويمكنهم من تحقيق اكتفاء للأسر التي تعتاش منه.

وأضافت أن  مهنة التطريز تمكن عددا من العاملات لديها من دفع رسوم أقساطهن الجامعية، لافتة إلى أنه يمكن للعاملات كذلك مزاولة مهنة التطريز داخل منازلهن.

معيقات احتلالية أمام المنتوجات التراثية

وفي تسليط للضوء على أهم المعيقات التي تواجه تسويق المنتجات اليدوية، قالت "محاصرة الاسرائيليين  للوفود السياحية وعدم السماح لها بالاقامة في الاراضي الفلسطينية واشتراط ساعات زمنية محددة للاقامة وعدم اعطائهم  فرصة للاطلاع على التراث والصناعات اليدوية الفلسطينية تشكل سببا رئيسيا في عدم تحقيق بيع افضل للمنتوجات التراثية واليدوية".

 ودعت السقا  إلى  ضرورة تمسك الحرفيين باتقان العمل كونه يساهم في الترويج للصناعات اليدوية ويحقق عامل جذب للسياح ويزيد من ثقتهم بالقطع التراثية المحلية، ليعود بالمنفعة على التاجر وعلى التراث الفلسطيني ويوصله للعالم بشكل يليق بنا وبتاريخنا وتخليدا منا لأعمال اجدادنا.
فيما يقول المواطن احمد احد سكان مدينة رام الله "ان هوية مدننا وشوارعنا وبلداتنا  الفلسطينية القديمة لا تكتمل الا برؤية ورش الحرف اليدوية والبزارات التي تدل على هويتنا وارثنا الثقافي".
ويضيف "قطعنا التراثية ليست للتسويق الخارجي وحسب، فمنازلنا الفلسطينية تكاد لا تخلو من فنوننا التي تحمل في نقوشها تاريخنا وتميز في رسمها والوانها بين قرية واخرى اومدينة عن غيرها

Loading...