رام الله - الاقتصادي -كغيرها من المؤسسات التي تحمل فكرة جديدة، جاءت مؤسسة فاتن عام 1999 بفكرة تعد في حينها جديدة، وهي مؤسسات الإقراض وتمويل المشاريع. وخلال رحلة المؤسسة منذ التأسيس وحتى اليوم مرت بالكثير من العثرات، أخفقت حين ونجحت أحيان.
في مسيرة "فاتن" كان هناك أيام تميزت بها ولمعت وحققت أهدافها، ولكن دوماً ما يكون هناك علامة فارقة في مسيرة أي مؤسسة، أو مرحلة تكون رائدة التغيير نحو الأفضل. وكان لأنور الجيوسي المدير الحالي للمؤسسة الأثر الكبير في هذه المرحلة فمن هو؟
يشغل أنور الجيوسي منصب مدير عام المؤسسة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن" اليوم، والتي تعد من أكبر المؤسسات الوطنية، والأكثر انتشاراً بعدد فروع وصل الى 37 فرعا منتشرة في مختلف محافظات الوطن.
وفي حديث خاص مع موقع الاقتصادي تعرفنا أكثر على حياته، تعليمه، وعمله وكيف كانت بداياته في مؤسسة فاتن والنهوض بها.
يعود أصل أنور الجيوسي مدير عام المؤسسة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن"، الى قرية جيوس قضاء طولكرم، أنهى تخصص ادارة ومحاسبة في جامعة مدراس في الهند، وأكمل الدراسات العليا بتخصص ادارة واقتصاد بجامعة نيو هامبشير في أمريكا.
بعد انهائة الدرجات العليا عاد إلى فلسطين عام 1983 وسجن لمدة قصيرة لا تتجاوز الشهر، وحاول السفر مجددا الا أنه منع من السفر لمدة سنتين ونصف الى ان حكمت محكمة العدل العليا عليه الخروج من فلسطين ولكن بشرط عدم عودته اليها لفترة معينة.
خرج الجيوسي للأردن عام 1984، اراد الدراسة فيها ولكنه لم يستطع لأنه ليس بإمكان أي شخص أن يكمل التعليم اذا تجاوز عمره 26 سنة في ذلك الوقت.
الوظائف التي شغلها الجيوسي
عمل في الاردن لمدة 3 شهور في شركة تحميض افلام وصور، الا أنه فصل من هذه الوظيفة بحجة أنه فلسطيني وليس اردني، مما اضطره للعمل في السعودية بعد ذلك لمدة سنة وكان محاسب في مجموعة اعمال لرجل اعمال سعودي.
اصبح الجيوسي بعد ذلك امين صندوق في البنك العربي حوالي 4 شهور، الى أن تم فصله بسبب عملية افتراء من مدير إحدى فروع البنك، وعاد للعمل مجدداً في البنك بعد أن تببين للادارة العليا أن ما حصل معه هو عملية افتراء، واستلم الودائع والحوالات وبقي بالبنك العربي 10 سنوات ليصبح مساعد مدير في النهاية.
كما عمل الجيوسي في البنك التجاري الفلسطيني بوظيفة مدقق داخلي، وعمل بعد ذلك في بنك الاسكان، وشغل مقعد المدير الاقليمي في البنك الاهلي لمدة 4 سنوات.
وعمل في الرهن العقاري بشركة فلسطين لتمويل الرهن العقاري، الا أنه لم يكمل بسبب مجموعة من المشاكل الخاصة بالبيئة الفلسطينية داخليا وخارجيا والتي لم يستطع التعايش معها.
بعد ذلك، ذهب الجيوسي الى اوروبا ولكنه لم يصمد هناك حيث أراد الرجوع الى بلده لعائلته بشدّة.
بداياته مع مؤسسة فاتن
بعد سنة ونصف من التنقل هنا وهناك، قدّم الجيوسي لوظيفة شاغرة في مؤسسة فاتن، ووقع الاختيار عليه من بين 13 شخص.
وأثناء اللقاء، قال الجيوسي أن المؤسسة كانت بحاجة الى اعادة هيكلة وتحسين لأن محفظتها لم تتجاوز نصف مليون دولار، كما كانت تعمل في نماذج لم تناسب فلسطين وبيئتها مع اسعار فوائد عالية.
وخلال سنة من العمل الدؤوب، بدأت المؤسسة تنهض وتزدهر واستمر نجاحها الى ازمة 2006 - 2007، ومن ثم استعادت المؤسسة خسائرها مجددا وعاد نمو الأرباح.
وقال الجيوسي، بأن المؤسسة نمت بعد أن بدأ بتحسين الكادر البشري فيها والتواصل مع جميع الفروع بشكل دائم وتشجيع الناس على تحسين وتطوير انفسهم، كما استغل الموجودات لتطوير المؤسسة والتي قدّرت بـ خمسة مليون دولار.
فاتن الاقل فائدة في التمويل الصغير في العالم
بيّن الجيوسي بأن النماذج القديمة للقروض التي اعتادت المؤسسة تقديمها لم ترفع من نجاح المؤسسة، فقام بتخفيض الفائدة من 24% لتصل الى 5%.
كما تم ادخال منتجات جديدة ونشاطات جديدة الى الشركة بالاضافة الى حملات توعوية وتحفيز الناس على أخذ القروض، مما ادى الى انطلاق المؤسسة للأمام بشكل كبير.
القطاعات التي تُقدّم لها فاتن القروض
يقول الجيوسي للاقتصادي بأن القروض كانت تقدم بداية بشكل خاص للمرأة لغاية العام 2005، الا أن الشريحة العاملة للمرأة لا تتعدى 19% وهي غير كافية لتنمية المؤسسة؛ مما ادى الى تحويلها لكل القطاعات.
وأضاف الجيوسي بأن محفظة فاتن تستحوذ على قطاع الخدمات والتجارة والزراعة والصناعة والقرض الاجتماعي المتمثل بتالعليم والصحة وقرض تحسين السكن بينما لا يشكل القرض الشخصي سوى 5%.