طلال ناصر الدين.. قصة نجاح كبرت في بيرزيت ومعها
ABRAJ: 1.99(%)   AHC: 0.88(%)   AIB: 1.50(1.32%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.60(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.37(0.72%)   AZIZA: 3.00(1.64%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.61(0.62%)   BPC: 4.22(4.46%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.46(0.00%)   ISH: 1.04( %)   JCC: 2.08(4.00%)   JPH: 3.80(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.36(0.42%)   MIC: 3.14(%)   NAPCO: 1.04( %)   NCI: 1.68( %)   NIC: 3.32( %)   NSC: 3.31( %)   OOREDOO: 0.83(2.47%)   PADICO: 1.10(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.73(1.46%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(0.00%)   PIIC: 1.91(0.00%)   PRICO: 0.32( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.34( %)   RSR: 3.60( %)   SAFABANK: 0.60( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 3.00(4.17%)   TNB: 1.42(0.71%)   TPIC: 2.05( %)   TRUST: 3.04( %)   UCI: 0.48(0.00%)   VOIC: 14.50( %)   WASSEL: 0.92(1.08%)  
12:00 صباحاً 22 تشرين الأول 2015

طلال ناصر الدين.. قصة نجاح كبرت في بيرزيت ومعها

الصدق والإتقان هما سر نجاح طلال ناصر الدين، رئيس مجلس إدارة "بيرزيت للأدوية" ومديرها التنفيذي. "أبو كاظم" كما يحب أن يسمي نفسه، له حكايات مع الجامعة، التي أسسته لنجاح محلي وإقليمي.

يشغل ناصر الدين حاليًّا، مواقع عدة، منها رئيس مجلس إدارة البنك الوطني، ورئيس مجلس إدارة التكافل للتأمين، ويرأس الشركة الفلسطينية للزيوت المعدنية "بتروبال"، وهو من مؤسسيها أيضًا.

التحق ناصر الدين بكلية بيرزيت في صيف عام 1968، وقد واجه صعوبة في السنة الأولى من الدبلوم لأنه خريج مدرسة الفرير الخاصة في القدس، وكان قد حصل على شهادة GCE وليس شهادة التوجيهي كأقرانه في الكلية. إلا أن تعاون الأساتذة معه كما يذكر ناصر الدين، ساعده في تخطي هذه العقبة، ليتمكن لاحقًا من الحصول على منحة لاستكمال تعليمه في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث حصل منها على درجتي البكالوريوس والماجستير في الكيمياء.

بسطة باب خان الزيت                              

طبيعة العلاقة بين الطلبة والأساتذة في كلية بيرزيت، أكثر ما يتذكره ناصر الدين آنذاك، وحملها معه عندما دخل سلك التعليم، فاليوم أعز أصدقائه كانوا من طلبته يومًا ما. ويستذكر أيضًا أساتذة عدة مروا عليه في تلك الفترة، كسيمون كتاب وألفرد كيفوركيان ونافع عبد الله وحنا ناصر وجابي برامكي، حيث كان الطلبة يزورون أساتذتهم في بيوتهم والعكس الصحيح، ولا ينسى رحلاتهم الجماعية على الدراجات الهوائية.

إلا أن هناك ذكرى معينة، كانت مفصلية في حياته خلال دراسته للدبلوم، حيث حصل على علامة 27 من 100 في الكيمياء العضوية، ويومها استدعاه أستاذه الراحل جابي برامكي وسأله عن خططه بعد التخرج من الكلية. فأجابه ناصر الدين، بأنه ينوي إكمال دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، فما كان من برامكي إلا أن قال له إن هذه العلامة تخولك لفتح بسطة في باب خان الزيت! وكانت هذه الشرارة التي دفعت ناصر الدين إلى الاجتهاد، حيث حصل لاحقًا على أعلى العلامات في نفس المادة ومواد أخرى. وفي سنة 1970، انتقل هو وقرابة 45 طالبًا وطالبة من المتميزين في كلية بيرزيت، لاستكمال الدراسة في بيروت في الجامعة الأمريكية وجامعة بيروت العربية. يقول ناصر الدين: "في تلك الفترة، كان دبلوم بيرزيت معتمدًا في كل الجامعات، وبمجرد حصول الطالب على علامة 70، كان بمقدوره استكمال الدراسة في أي جامعة أخرى.

الحافلة البرتقالية

يتابع ناصر الدين حديثه عن ذكرياته في جامعة بيرزيت، ولا ينسى حين تم اعتقاله مع مجموعة من الطلبة، لتسعى بعدها الجامعة من أجل تعيين محامين للدفاع عنه. ويكمل: "خلال الدراسة في الكلية، تعرضنا للعديد من المواقف مع الاحتلال، ولا أنسى كيف وقفت الجامعة مع طلبتها حين اعتقلنا في تشرين الثاني سنة 1969، ودور برامكي رحمه الله عندما جند لنا محامين من أجل إطلاق سراحنا في أسرع وقت ممكن. وكيف استطاعت الكلية خلال أحداث أيلول سنة 1970، أن توصل طلبتها من خلال رأس الناقورة وليس من خلال الأردن، لاستكمال دراستهم في بيروت."

ويضيف: "كنت رئيس النادي الثقافي، ولا أنسى دور الأستاذ كمال شمشوم في النشاطات الطلابية التي كانت تعقد في الجامعة، من رحلات وحفلات ومسرحيات وغيرها من الأنشطة الفنية والثقافية. ومن أجمل الذكريات لدي أيضًا، الحافلة البرتقالية لكلية بيرزيت، التي كانت تبدأ رحلتها من بيرزيت وتصل القدس".

طلال والجامعة: ننمو معًا

بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية وعمله كأستاذ فيها، كانت بيرزيت تستعد للانتقال من كلية إلى جامعة، فاستدعى برامكي، ناصر الدين، لمساعدة الجامعة في المرحلة الانتقالية، وتحديدًا بالمواد العلمية، حيث عاد إلى بيرزيت في أيلول 1974، كأستاذ يدرس الكيمياء غير العضوية لطلبة السنة الرابعة.

وخلال تلك الفترة، كان قد بدأ بتأسيس شركة بيرزيت للأدوية، حيث كان من المؤسسين الرئيسيين في الشركة، وتحمل عبئًا مهنيًّا كبيرًا خلال تلك الفترة، حيث كان مسؤولاً عن المختبرات، وكان ذلك يتطلب جهدًا كبيرًا في المعرفة.

ويستذكر ناصر الدين كيف رفض والده أن يكون جزءًا من الشركة قبل أن تكون لطلال حصة تماثل أكبر حصة مساهم فيها، وهذا ما حصل فعلاً، وهذه كانت المساعدة الوحيدة التي أخذها من والده. ويضيف: "درّست في جامعة بيرزيت من سنة 1974 وحتى 1984، وأدخلت ثلاثة مواضيع جديدة على دائرة الكيمياء لم تكن من قبل بسبب كونها كلية من قبل. ومع تزايد أعباء الشركة علي وتعييني مديرًا عامًّا لشركة بيرزيت سنة 1984، اضطررت للاستقالة من الجامعة. وكنت أشعر في تلك الفترة أن لا حاجة لي هناك، بمعنى أن الجامعة كبرت وأصبحت تضم زملاء متميزين في الدائرة سيحلون مكاني، أمثال د. عبد اللطيف أبو حجلة وسيمون كتاب والزميل الأقرب إلى قلبي آنذاك د. سامي الصيرفي رحمه الله".

ويتابع ناصر الدين حديثه عن فترة وجوده كمدرس في الجامعة ويقول: "بين عامي 1975 و1976، أسسنا مع إيمي عرنكي وكمال شمشوم وهنري جقمان وآخرين، رابطة الخريجين، حيث كان هدفنا تجميع الخريجين مع أول فوج يتخرج من الجامعة، فبعد كل حفلة تخريج، كنا نجمع الطلبة ونحتفل بهم خارج الجامعة، بدعم متواصل من إدارة الجامعة. ومن ثم فتحنا حسابًا باسم رابطة الخريجين، لدعم الطلبة المحتاجين في الجامعة".

بيرزيت في القلب

مع أن طلال ناصر الدين غادر الجامعة، إلا أنه بقي فيها قلبًا وروحًا وعملاً. فقد بقي فيها بصفته طالبًا سابقًا وخريجًا وأستاذًا سابقًا. وبقي فيها بصفته محبًّا لطلبتها وخريجيها. يقول: "قرابة 35 موظفًا/ـة من حملة البكالوريوس لدينا من خريجي جامعة بيرزيت، ومعظم رؤساء الدوائر في الشركة هم من خريجي الجامعة أيضًا". ويكمل: "منذ تأسيس وحدة التحليل الدوائي في بيرزيت، قمنا بدعمها ولا نزال حتى اليوم، كما قمنا بتدريب العديد من الطلبة، وأي خريج يريد الحصول على فرصة تدريب نمنحه إياها. ومنذ بداية عام 2000، خصصت الشركة، وأنا كطلال ناصر الدين 6 منح سنويًّا للطلبة المحتاجين، كما أنه وفي حال طرق أي محتاج بابنا للمساعدة، فإننا لا نغلقه أبدًا. ومنذ 3 سنوات تقريبًا، تغير النظام لدينا وأصبحنا نلتزم بتعليم أحد أبناء العاملين لدينا".

إضافة إلى ذلك، ومنذ تأسيس عيادة جامعة بيرزيت، أخذ ناصر الدين على عاتقه تزويد العيادة بكل ما تحتاجه من أدوية لعلاج طلبة وأسرة الجامعة، حيث يتم تزويد العيادة مجانًا بما تحتاجه شهريًّا دون أي مقابل. كما أنه بصفته رئيس مجلس إدارة كل من البنك الوطني والتكافل للتأمين، فإنهم يستوعبون سنويًّا عشرات الطلبة الخريجين في تلك المؤسسات، أغلبهم من خريجي بيرزيت.

سر النجاح

يقول ناصر الدين: "إن هدف شركته هو إيصال فلسطين إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بالأدوية، وألا تعتمد على أي سلعة، وبالذات من إسرائيل، وهذا كان الشعار الذي حملته منذ تأسيس الشركة؛ يجب ألا يكون لدينا أي دواء إسرائيلي في السوق الفلسطينية". وأضاف: "نحن من أقوى الشركات الصناعية في فلسطين على المستوى الخارجي والداخلي، وللأسف، عقبات الاحتلال تعرقل توسعنا في الخارج، لكن في النهاية، كل الأدوية التي ننتجها تنافس أفضل أدوية العالم، وهذا سر نجاحنا!".

 

نقلا عن موقع جامعة بيرزيت

Loading...