الهند وباكستان تتبادلان الضربات العسكرية بعد هجوم كشمير
9:19 صباحاً 07 أيار 2025

الهند وباكستان تتبادلان الضربات العسكرية بعد هجوم كشمير

الاقتصادي- بلومبرغ- قالت الهند إنها نفّذت ضربات عسكرية محددة على باكستان، التي قالت إنها أسقطت 5 طائرات هندية رداً على ذلك، في ضربات انتقامية كانت متوقعة بعد هجوم مسلح وقع الشهر الماضي في كشمير وأسفر عن سقوط 26 شخصاً.

قالت الهند في بيان صدر في وقت مبكر من يوم الأربعاء إنها نفذت "رداً دقيقاً ومحسوباً" تم تصميمه ليكون "غير تصعيدي بطبيعته". وأضافت أنها استهدفت فقط ما وصفته بـ"معسكرات إرهابية معروفة"، ولم تصب أي أهداف باكستانية مدنية أو اقتصادية أو عسكرية، وهي رواية نفتها باكستان.

أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، في مقابلة تلفزيونية، أن جيش بلاده أسقط 5 طائرات هندية. ولم ترد وزارة الخارجية الهندية على طلبات مع "بلومبرغ" على معلومات أُرسلت خارج ساعات العمل. وفي وقت سابق، قالت القوات المسلحة الهندية إن القوات الباكستانية أطلقت نيران المدفعية على مناطق من كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية.

وأضاف آصف: "هذه ليست أعمالاً عدائية، نحن فقط ندافع عن أراضينا". وتابع: "نحن نقول منذ أسبوعين إننا لن نبادر بأي شيء عدائي تجاه الهند. ولكن إذا هاجمت الهند، سنرد. وإذا تراجعت، فسنتوقف بالتأكيد".

تساؤلات بشأن احتمال التصعيد

السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان الصراع سيتصاعد أكثر. وكانت آخر مرة اقترب فيها الطرفان من حرب شاملة في عام 2019، بعد أن قتل انتحاري 40 عنصراً من قوات الأمن الهندية.

وردّت الهند بعد نحو أسبوعين بأول ضربات جوية على الأراضي الباكستانية منذ عام 1971، ما دفع باكستان بإسقاط طائرة هندية واعتقال الطيار، الذي أُطلق سراحه لاحقاً. وقد خفّ التوتر بعد ذلك بفترة وجيزة.

قالت راجيسواري بيلاي راجاغوبالان، الزميلة المقيمة في المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية، إن التحركات حتى الآن تعكس حوادث سابقة، ما يشير إلى تردد كلا الطرفين في تصعيد النزاع.

وأضافت: "الأمور قد تخرج عن السيطرة، وتنزلق بشكل غير محسوب"، وتابعت: "القيادة السياسية في الجانبين تدرك ذلك جيداً. لكن إذا نظرنا إلى النزاعات المتكررة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، منذ أن أصبحت الدولتان نوويتين في 1998، فإن الجانبين أظهرا قدراً من ضبط النفس".

وأشارت العقود الآجلة غير القابلة للتسليم للروبية الهندية إلى تراجع في قيمة العملة بعد انتشار أنباء الضربات.

وقالت سونال فارما، كبيرة الاقتصاديين في "نومورا هولدينغز"، إن الأسواق المالية ستكون على الأرجح متوترة فوراً بعد التحرك العسكري. لكنها أضافت: "مع ذلك، تُظهر التجارب السابقة أن الأثر الاقتصادي والسوقي لأحداث جيوسياسية مماثلة، يميل إلى أن يكون قصير الأجل".

إسلام آباد تتهم الهند بقتل نساء وأطفال

من جهته، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يوم الأربعاء، إن الضربات الهندية تشكل "هجوماً جباناً"، في حين أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بياناً منفصلاً قالت فيه إن نساء وأطفالاً قُتلوا في الهجوم.

وقال شريف في البيان: "لدى باكستان الآن الحق الكامل في الرد بطريقة مناسبة على هذا الصراع المفروض علينا"، مضيفاً: "لن يُسمح للعدو بتحقيق أهدافه."

وأفادت الهند بأن مستشار الأمن القومي أجيت دوفال أطلع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على الضربات. وكان روبيو قد سعى إلى تهدئة التوترات، وتحدث إلى الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية. وتخوض الهند حالياً محادثات تجارية مع الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء، إن الوضع "مؤسف". وأضاف: "لقد ظلوا يتقاتلون منذ وقت طويل... آمل فقط أن ينتهي الأمر بسرعة".

وأكد عبد الله حفيظ، المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية، في رسالة نصية، أن المجال الجوي الباكستاني أُغلق بعد الضربة الهندية.

كشمير تعود لبؤرة التوتر

تدهورت العلاقات بسرعة بين الجارتين المسلحتين نووياً في جنوب آسيا عقب هجوم كشمير، والذي وصفته الهند بأنه "عمل إرهابي". وقد اتّهمت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي باكستان بالتورط، وتعهدت بمعاقبة المسؤولين. في المقابل، نفت باكستان أي صلة لها بالهجوم، وهددت بالرد في حال اتخاذ الهند إجراءات عسكرية.

وسمّت الهند ضربتها العسكرية "عملية سندور"، في إشارة إلى مسحوق الزينة الأحمر الذي تضعه النساء الهندوس المتزوجات على خط الشعر. وقال ناجون من هجوم 22 أبريل، إن الرجال تم إطلاق النار عليهم أمام زوجاتهم وأطفالهم.

تصاعد التوتر أيضاً، بعد أن علّقت الهند "معاهدة مياه نهر السند" الممتدة منذ وقت طويل، وقالت باكستان في وقت سابق من اليوم إن الهند أوقفت تقريباً تدفق المياه عبر نهر تشيناب، الذي يُعد أساسياً لري الأراضي الزراعية.

تاريخ من النزاع الدموي وحشد عسكري من الجانبين

تُعد الهند وباكستان من أكثر الدول المتخاصمة في العالم، ويتركز التوتر الطويل بينهما حول منطقة كشمير الحدودية، وهي منطقة تقع في جبال الهيمالايا وتطالب الدولتان بالسيطرة عليها بشكل كامل، لكن كلاهما يسيطر على جزء منها فقط. ومنذ عقود، تشعر نيودلهي بالإحباط مما تعتبره دعم الجيش الباكستاني للجماعات المسلحة التي تشن هجمات داخل الأراضي الهندية.

وقد استمرت الاشتباكات في المناطق الحدودية خلال الأيام الماضية، واتخذ الطرفان خطوات لإظهار جاهزيتهما العملياتية. وأجرت باكستان هذا الأسبوع تجارب على صواريخ أرض-أرض، في عرض لقوتها العسكرية، فيما أمرت الهند بإجراء تدريبات محاكاة في عدة ولايات، لضمان الجاهزية وسط التصعيد القائم.

منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947، خاضت الهند وباكستان عدة حروب بسبب منطقة الهيمالايا المتنازع عليها. وكانت أطول مواجهة مسلحة في عام 1999، عندما تسللت قوات باكستانية إلى منطقة كارجيل التي تسيطر عليها الهند في كشمير. واستمرت تلك المواجهات لأشهر حتى انسحبت القوات الباكستانية من خط السيطرة، الذي يُعد الحدود الفعلية.

Loading...