أسعار الفواكه تحلق في الضفة… والخضروات تستقر مؤقتاً قبل موجة ارتفاع متوقعة
10:44 صباحاً 12 آب 2025

أسعار الفواكه تحلق في الضفة… والخضروات تستقر مؤقتاً قبل موجة ارتفاع متوقعة

الاقتصادي- منذ بداية الصيف، حافظت أسعار الفواكه في الضفة الغربية على مستوياتها المرتفعة، في حين بقيت أسعار الخضروات في متناول المستهلك، رغم التراجع الكبير في الحركة الشرائية نتيجة الأوضاع الاقتصادية والعدوان على غزة.

في السوق المركزي ببلدة بيتا قرب نابلس، يؤكد تاجر الخضار والفواكه جواد العجوري أن أسعار الفواكه لم تشهد أي انخفاض ملموس، حيث بقي كيلو الموز عند حدود 8 شواكل في بعض الفترات، رغم هبوطه مؤقتاً في الموسم قبل أن يعاود الصعود مع نهايته، ليحل محلّه الموز المزروع في البيوت البلاستيكية، الذي يفتقد للمذاق الحلو.

ويشير العجوري لـ"الاقتصادي" إلى أن ارتفاع الأسعار لم يمنح التجار هامش ربح مريح، بل بالكاد يحققون ربحاً عند بيع كميات كبيرة، بينما بقيت أسعار الخضروات مستقرة نسبياً. لكنه يتوقع ارتفاع بعض الأصناف قريباً، وعلى رأسها البندورة، التي لا يتجاوز سعرها حالياً 3 شواكل للكيلوغرام نتيجة وفرة المعروض، إلا أن الكميات ستتراجع لاحقاً مع انحسار الموسم، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ويضيف أن السوق الفلسطيني يورد إلى داخل أراضي الـ48 ثلاثة أصناف رئيسية: البندورة، والخيار، والكوسا، بينما تُستورد معظم الفواكه من الخارج.

أسعار مرتفعة وجودة متدنية.. ما السبب؟
في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، يوضح صاحب أحد محلات الخضار والفواكه، أنس الخطيب، أن أسعار الخضار ترتفع عادة عند توريدها إلى غزة أو داخل أراضي الـ48، حيث تختفي البضاعة عالية الجودة من أسواق الضفة وتبقى الأصناف الأقل جودة، مع ارتفاع ملحوظ في الأسعار.

ويرى الخطيب أن انخفاض الأسعار في المولات الكبرى يرتبط بانخفاض جودة البضاعة هناك، إذ تكون غالباً مخزنة في ثلاجات وليست طازجة. أما الفواكه، فلم يطرأ على أسعارها أي تراجع، وبالكاد يحقق البائع ربحاً يتجاوز 100 شيكل يومياً حتى مع بيع 400-500 كيلوغرام منها.

ويؤكد أن الإقبال على شراء الخضار والفواكه تراجع بأكثر من 50% منذ بدء العدوان على غزة، حيث يكتفي أغلب المستهلكين بشراء الأساسيات مثل البندورة والخيار والبطاطا، وبمعدل إنفاق لا يتجاوز 30-50 شيكلاً للفرد. أما الفواكه، فقد انخفض الطلب عليها بشكل حاد، فبينما كان يبيع قبل العدوان 10 كراتين عنب يومياً، لا يبيع حالياً أكثر من 3 كراتين (وزن الكرتونة 12 كيلوغراماً).

الفواكه الموسمية لم تعد شعبية
رئيس جمعية حماية المستهلك، صلاح هنية، يؤكد أن أسعار الفواكه الموسمية – مثل التين، والصبر، والعنب – ارتفعت نسبياً ولم تعد تناسب القدرة الشرائية للمستهلك، سواء في المحلات الصغيرة أو المولات. وفي المقابل، بقيت أسعار الخضار مستقرة نسبياً مع فروق بين الأسواق والمحلات، وبين ما تبيعه المزارعات على الأرصفة من أصناف مثل البندورة، والخيار، والكوسا، والباذنجان، والبطاطا، والملوخية، بأسعار أكثر ملاءمة للمستهلك.

ويشير هنية في حديث لـ"الاقتصادي" إلى أن تراجع القدرة الشرائية يعود لانخفاض الدخل وتوقف العمال عن العمل داخل أراضي الـ48، ما جعل أي سعر مرتفع خارج قدرة المستهلك، رغم العروض المتاحة في بعض المتاجر.

إحصاءات رسمية
بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، شهد متوسط أسعار الخضار في الضفة الغربية خلال حزيران الماضي انخفاضاً في بعض الأصناف، حيث بلغ سعر الليمون 6 شواكل/كغم، والتين 19 شيكلاً/كغم، والبصل الناشف والبطاطا 3 شواكل/كغم لكل منهما، والثوم 20 شيكلاً/كغم. في المقابل، ارتفع سعر بندورة العناقيد إلى 7 شواكل/كغم، والزهرة 5 شواكل/كغم، والملفوف 4 شواكل/كغم.

غزة… أسعار خارج المعقول
أما في قطاع غزة، حيث الحصار الخانق والعدوان المستمر، فقد وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة؛ إذ بلغ سعر البصل الناشف 240 شيكلاً/كغم، والثوم الناشف 800 شيكلاً/كغم، والبطاطا 81 شيكلاً/كغم، والليمون 90 شيكلاً/كغم، والعنب 140 شيكلاً/كغم، والبطيخ 29 شيكلاً/كغم، وبندورة البيوت البلاستيكية 51 شيكلاً/كغم، والباذنجان 31 شيكلاً/كغم، والفلفل الحار 69 شيكلاً/كغم، والفليفلة الحلوة 65 شيكلاً/كغم، وخيار البيوت البلاستيكية 46 شيكلاً/كغم.

Loading...