
الاقتصادي- أعلنت مرسيدس بنز الألمانية طرح طراز جي كلاس G-Class G580 الكهربائي لعام 2025 في الأسواق العالمية، والذي يعد أول نسخة كهربائية بالكامل من فئة G-Class ويجمع بين القوة الفائقة والتقنيات المتطورة في مزيج فريد من العراقة والتقدم التكنولوجي. وبذلك يدخل عملاق صناعة السيارات الألمانية في منافسة قوية مع كبريات شركات إنتاج السيارات الكهربائية حول العالم وأبرزها تويوتا اليابانية وتسلا الأميركية.
طراز G580 يمثل تحدياً أقدمت عليه مرسيدس لأنها تعد سيارة كهربائية بالكامل. وهو إصدار حديث ومبتكر من السيارة الشهيرة G-Class التي تتميز بقدراتها الفائقة في القيادة على الطرق الوعرة وتصميمها الكلاسيكي المربع وداخليتها الفاخرة والفريدة. ورغم أن الفكرة الأساسية من السيارات الكهربائية هي أن تكون أكثر صداقة للبيئة وأرخص في التشغيل من سيارات البنزين والديزل التقليدية، فإن مرسيدس G580 الكهربائية بالكامل لم تنجح في تحقيق أي من الهدفين.
إنها بضخامتها وفخامتها، النقيض التام لما يُفترض أن تكون عليه السيارات الكهربائية، ورغم ذلك يحبها كثيرون حول العالم سواء داخل ألمانيا أو في المنطقة العربية ودول العالم. طرحت مرسيدس في البداية سيارة G580 ضمن إصدار خاص عالي التجهيز يُعرف باسم Edition One، لكن بعد انتهاء مرحلة الإطلاق، باتت تُباع بسعر يبدأ من حوالي 200 ألف دولار، وهو مبلغ ليس زهيداً وفق تجار ومستهلكين، لكنه أقل بكثير من سعر نسخة الإطلاق الأولى الذي بلغ 240 ألف دولار.
ولا تملك الـ G580 منافسين مباشرين حالياً في فئة سيارات الطرق الوعرة الكهربائية بالكامل. لكن المنافسة قادمة قريباً، مع الإطلاق المرتقب لنسخة كهربائية من رينج روفر. تُعَد السيارة الكهربائية G580 أكثر هدوءاً وسلاسة على الطريق، وقادرة بشكل مذهل خارج الطريق، لكنها أيضًا باهظة الثمن، وكفاءتها ضعيفة للغاية، لذلك فعلى الرغم من كِبَر حجم البطارية، فإن مدى القيادة ليس مبهراً. ربما تكون أقل سيارة كهربائية "تشعر وكأنها سيارة كهربائية" على الإطلاق، وهذا بالضبط ما يجعلنا نحبها.
كما أنها قد تكون السيارة الكهربائية الوحيدة التي تملك فرصة حقيقية في الحفاظ على قيمة إعادة البيع بفضل السمعة المعروفة للفئة-G، والتي يمتد إرثها الآن إلى أكثر من 45 عاماً. ظهرت هذه السيارة لأول مرة من خلال النموذج الاختباري EQG أي تقنية السيارة الكهربائية الشاملة، عام 2021، لكنّ النسخة الإنتاجية من الفئة G الكهربائية تحمل اسما غريبا بعض الشيء – G580 مع تقنية EQ. قد يبدو الاسم معقداً، لكنّ الهدف هو إبعادها عن طرازات مرسيدس الكهربائية الأولى التي تحمل شعار EQ وهو شعار سيختفي تدريجياً في السنوات القادمة، وربطها مباشرة بتقاليد الفئة G العريقة.
هذا لا يعني أن الموديلات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي على وشك الاختفاء. فهناك تشكيلة جديدة – تعمل بالبنزين والديزل وجميعها هجينة خفيفة، وتبدو شبيهة بـ G580 عند النظرة الأولى. في الواقع، الطراز الكهربائي لديه غطاء محرك أعلى قليلاً، ويأتي مزوداً بعجلات محسّنة ديناميكياً، لكن هذه العجلات نفسها متاحة اختيارياً لسيارات الاحتراق أيضاً.
يعمل الطراز الكهربائي وهو رباعي الدفع، بأربعة محركات كهربائية متزامنة ذات تحفيز دائم – اثنان في الأمام واثنان في الخلف – بحيث يقود كل محرك عجلة واحدة. ويوجد ناقل حركة ثنائي السرعة، منخفض وعالٍ، مما يسمح للمحركات الكهربائية بالعمل بالقرب من عدد دوراتها المثالي حتى عند السير ببطء شديد، كما يحدث غالباً في الطرق الوعرة الصعبة. تأتي السيارة ببطارية ضخمة سعتها 116 كيلوواط/ساعة، تدعم الشحن السريع بقدرة تصل إلى 200 كيلوواط، ما يوفّر شحناً من 10% إلى 80% في غضون 32 دقيقة.
كما يمكن شحنها بالتيار المتردد بقدرة تصل إلى 11 كيلوواط – أعلى من مخرج شاحن المنازل المعتاد بقدرة 7.4 كيلوواط – ما يعني زمناً يقارب 12 ساعة للشحن من 10% إلى 100%. المحركات تنتج قوة إجمالية تبلغ 579 حصاناً و859 رطل/قدم من عزم الدوران: أرقام كبيرة مقارنة بمعايير الاحتراق الداخلي، لكنها متواضعة نسبياً بالنسبة لسيارة كهربائية بهذا الحجم.
وهذا قد يوحي بأن نسخة أقوى من AMG قد تظهر لاحقاً، لكن مرسيدس ترفض التعليق على ذلك. ورغم الضخامة والمقاومة الهوائية العالية، فإن هذه القوة كافية لتسارع من 0 إلى 100 كم/س خلال 4.7 ثوانٍ، بينما السرعة القصوى محدودة عند 180 كم/س. والمدى الرسمي يتراوح بين 270 و294 ميلاً، لكن الكفاءة الفعلية ضعيفة جداً. وزن السيارة البالغ 3085 كغ يُلام أيضاً على الحمولة القصوى المحدودة البالغة 415 كغ، وهو رقم يهدف إلى منع دخول G580 ضمن فئة المركبات التجارية.
كيف تبدو السيارة من الداخل؟
من الداخل، لا يختلف الأمر كثيرًا لدى طراز G580 عن أي G- طراز آخر من الفئة G. مقابض إمساك كبيرة، مساحة محدودة قليلًا للأرجل في الخلف، فتحات تهوية ضخمة، ورؤية جيدة. مستوى الرفاهية ممتاز، لكنه أقل من فخام الفئة S. شاشتان بقياس 12.3 بوصة تهيمنان على لوحة القيادة. ورغم أنهما بنفس حجم شاشات طراز 2018، فإن نظام العرض الرقمي ونظام الترفيه MBUX هنا يعملان بنسخة أحدث وأوضح.
مساحة التخزين في الصندوق الخلفي تحت الرف تصل إلى 555 لتراً، وهي جيدة لكنها ليست الأفضل ضمن الفئة. يمكن استبدال الحامل الخلفي للعجلة الاحتياطية بصندوق لحفظ كابلات الشحن، ما يوفر مساحة أكبر قليلاً في الصندوق (لكنه يخلق مشكلة في حال حدوث ثقب بالإطار). السقف المرتفع يوفر سعة إجمالية تصل إلى 1990 لتراً عند طيّ المقاعد، لكنّ أرضية التحميل ليست مسطحة.