"بي واي دي" تفقد 45 مليار دولار من قيمتها وسط حرب الأسعار
12:34 مساءً 18 أيلول 2025

"بي واي دي" تفقد 45 مليار دولار من قيمتها وسط حرب الأسعار

الاقتصادي- تشهد شركة بي واي دي الصينية أكبر مصنّع للسيارات الكهربائية في العالم أزمة متصاعدة في ثقة المستثمرين بعد أن فقدت أكثر من 45 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال الأشهر الأخيرة، وتراجعت أرباحها لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وجاءت هذه الخسارة نتيجة المنافسة الحادة في سوق السيارات الكهربائية داخل الصين.

ضغوط حرب الأسعار

وحسب وكالة بلومبرغ فإن أسهم بي واي دي المدرجة في هونغ كونغ انخفضت بأكثر من 30% مقارنة بمستواها القياسي قبل أربعة أشهر، وهو أداء ضعيف مقارنة بمنافسيها. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الخسائر تعود إلى اعتماد الشركة على تخفيضات كبيرة في الأسعار لجذب المستهلكين، وهو ما أدى إلى تآكل هوامش الربح. وهي المنافسة التي أبدت بشأنها الحكومة الصينية قلقاً ووصفتها بأنها "تخلق ضغوطاً انكماشية وتضر بسمعة الصناعة الصينية عالمياً".

تراجع الأرباح

وسجلت بي واي دي انخفاضاً بنسبة 30% في أرباح الربع الثاني من يونيو/حزيران، في أول تراجع منذ أكثر من ثلاث سنوات، كما خفضت توقعاتها لتسليم السيارات هذا العام إلى 4.6 ملايين وحدة فقط بدلاً من 5.5 ملايين وحدة. ولتحقيق هذا الهدف المعدل، تحتاج بي واي دي إلى تسليم نحو 1.7 مليون سيارة في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، وهو تحدٍّ صعب في ظل التشكيلة الحالية التي وُصفت بأنها "فقدت بريقها".

ورغم هذه الضغوط الداخلية والرهانات التي تبدو صعبة المنال إلّا أن هذا لم يمنع بي واي دي من تحقيق تقدمٍ لافتٍ في الأسواق الخارجية عبر زيادة الإنتاج المحلي وإطلاق مزيد من الطرازات، كما أن تقييم السهم يبقى عنصر جذب، إذ يتداول عند 17 ضعفاً للأرباح المقدرة مقابل متوسط ثلاث سنوات يبلغ 20 ضعفاً.

رهانات 2026

وحسب مراقبي السوق فإنّ لجوء بي واي دي إلى إطلاق طرازات جديدة في الربع الأول من عام 2026 سيكون حافزاً رئيسياً لسهمها. خاصة وأنها أجّلت إطلاق بعض الطرازات إلى العام المقبل لزيادة قدرتها التنافسية، في ظل النجاح الذي حققه منافسوها في عروضها الأخيرة.

إذ يُتوقع أن تتضمن هذه الطرازات تحسينات في البطاريات، وزيادة مدى السيارات الهجينة، وإدخال نظام القيادة الذاتية (عين الطائر) في الطرازات الأرخص. هذه التحولات قد تعيد رسم صورة الشركة من مجرد مصنع كفؤ إلى رائد تكنولوجي قادر على استعادة ثقة السوق، لكن الأمر لا يعني العودة لسقف الإنتاج المحدد نهاية العام.

تصريحات المؤسسات

وفي هذا الصّدد قال كيفن نيت رئيس قسم الأسهم الآسيوية في شركة LFDB (شركة فرنسية لإدارة الأصول) لـ بلومبرغ: "على الرغم من اعتقادي بأن المستثمرين ما زالوا متفائلين على المدى الطويل، إلّا أن هناك قلقاً حقيقياً بشأن استراتيجية بي واي دي العدوانية القائمة على زيادة حصة السوق من خلال ضغوط التسعير في سياق مكافحة التراجع"، وأضاف: "على المدى القصير، من المتوقع أن يؤثر هذا سلباً على كلٍّ من الإيرادات والهوامش".

بينما أوضح شياو فينغ، الرئيس المشارك لأبحاث القطاع الصناعي في شركة CLSA (مؤسسة أبحاث مالية واستثمارية مقرها هونغ كونغ) أن منتجات الشركة أصبحت قديمة نسبياً منذ فترة هيمنتها بين 2018 و2024، مشيراً إلى أن المستهلكين يتجهون الآن إلى علامات جديدة مثل جيلي ولياب موتور. وتوقع محللو "غولدمان ساكس" (بنك استثماري عالمي أميركي) أن مبيعات بي واي دي الخارجية قد تصل إلى ما بين 900 ألف ومليون مركبة في 2025، متجاوزة الهدف الأصلي البالغ 800 ألف. في حين أكد غاري تان، مدير الصناديق في أولسبرينج للاستثمارات العالمية (شركة أمريكية لإدارة الأصول) أن إعادة تموضع الشركة بوصفها شركةً تكنولوجية رائدة يمكن أن يدفع سهمها للصعود رغم الضغوط قصيرة الأجل على الأرباح.

وكانت بي واي دي قد أعلنت نهاية أغسطس/آب أنّ أرباحها الصافية بلغت 15.5 مليار يوان (2.2 مليار دولار) خلال الأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو/ حزيران، بزيادة نسبتها 14% على أساس سنوي، فيما ارتفعت الإيرادات إلى 371.3 مليار يوان، أي بزيادة 23%. وأشارت إلى أنها حققت  مبيعات إجمالية بلغت 2.15 مليون مركبة في النصف الأول، تشمل السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة القابلة للشحن، بزيادة 33% مقارنة بالعام الماضي، لكن أقل من نصف هدفها الطموح للعام بأكمله.

 

 

Loading...