الاقتصادي- أظهرت بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أن إسرائيل تشهد منذ ثلاثة أعوام موجة هجرة متصاعدة، مقابل تراجع ملحوظ في أعداد المهاجرين إليها، بعد ذروة استثنائية سُجلت في العام 2022 نتيجة الحرب الروسية–الأوكرانية.

وبحسب البيانات، ارتفع عدد المغادرين المولودين في إسرائيل بنحو 50%، ما يشير إلى استمرار ظاهرة "الهجرة العكسية"، حيث يغادر جزء من القادمين الجدد بعد فترة قصيرة، بالعودة إلى بلدانهم الأصلية أو الانتقال إلى دول أخرى، وانعكس التراجع انعكس على معدل النمو السكاني في عامَي 2023 و 2024.

وكان مكتب الإحصاء قد غيّر قبل نحو ثلاث سنوات تعريف "المهاجر"، بحيث لا يُحتسب فقط من يغيب عن البلاد لمدة 12 شهراً، بل كل من يغادر مع مؤشرات على نية المكوث الطويل خارج إسرائيل، وهي مؤشرات ترصدها السلطات الإسرائيلية في المطار، من حجم الأمتعة وحتى الأسئلة المباشرة حول نية السفر.

وبالرغم من ذلك، لا يفقد الإسرائيلي جنسيته عند العيش خارج البلاد لسنوات طويلة، بل يخسر فقط بعض المخصصات الاجتماعية، فيما يبقى مسجلاً في سجل الناخبين ما لم يقرر التخلي عن الجنسية، وهو أمر نادر وفق تقارير سابقة.

وتكشف هذه المنهجية عن فجوة كبيرة بين عدد السكان المسجلين رسمياً، وعدد المقيمين فعلياً داخل إسرائيل بحسب تقديرات الإحصاء المركزي، الذي يستثني المهاجرين الدائمين من حساباته.

وتُظهر الأرقام أن معدل المغادرين لأمد طويل بلغ نحو 40 ألف شخص سنوياً بين 2010 و2022، ليرتفع إلى 60 ألفاً في 2023، ثم يقفز إلى أكثر من 86 ألفاً في 2024. أما في العام الجاري 2025، فتُقدّر الأعداد بحوالي 80 ألف مهاجر.

وفي المقابل، تراوحت أعداد المهاجرين الجدد أو العائدين إلى إسرائيل بين 23 و28 ألف شخص سنوياً خلال السنوات الثلاث الماضية.