تأخر الشتاء يجمّد سوق الحطب: المبيعات لا تتجاوز 10% هذا الموسم
11:45 صباحاً 04 كانون الأول 2025

تأخر الشتاء يجمّد سوق الحطب: المبيعات لا تتجاوز 10% هذا الموسم

خاص الاقتصادي- رغم التحولات الكبيرة في أنماط التدفئة خلال السنوات الأخيرة، ما زال الحطب يحتفظ بمكانته كوسيلة أساسية لدى آلاف العائلات الفلسطينية، خصوصاً في القرى والمناطق الجبلية. لكن هذا الموسم جاء مختلفاً بصورة لافتة؛ فشتاءٌ متأخر بلا أمطار تقريباً، ودرجات حرارة أعلى من المعتاد، كفيلة بإرباك السوق وإطفاء الحركة التي عادة ما تبدأ مع نهاية الصيف.

ومع دخول كانون الأول دون موجات برد حقيقية، انكمش الطلب على الحطب إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، لتسجل المبيعات تراجعاً حاداً، فيما يعزو التجار هذا التغير إلى مزيج من تأخر الشتاء، والنفقات المرهقة للأسر، وتعثر الرواتب. وفي حين كان الحطب يشكل عنصر طمأنينة للعائلات خلال فصل الشتاء، بات شراؤه هذا العام مؤجلاً أو بكميات لا تكاد تُذكر.

يقول خالد جبور، أحد أبرز تجار الحطب في مدينة يطا، الذي يعمل في المهنة منذ نحو عشر سنوات، إن الطلب هذا العام «متدنٍ بشكل كبير»، مشيراً إلى أن المبيعات لا تتجاوز 10% مما كانت عليه قبل الحرب، و"أكثر من النصف" مقارنة بالمواسم المعتادة.

ويؤكد جبور أن الأزمة المالية التي يعاني منها الموظفون منذ أشهر أثرت مباشرة على حركة السوق، إذ بات كثير من الزبائن يكتفون بالكميات الضرورية فقط، بينما أحجمت عائلات أخرى عن الشراء كلياً. ويضيف: «خلال الأشهر الأخيرة بالكاد بعت كميات محدودة جداً».

الفئات المتوسطة والعليا، التي كانت عادة تشتري كميات كبيرة من الحطب عالي الجودة، خفّضت مشترياتها هذا الموسم؛ ما انعكس على حجم التوزيع الذي بات يتركز في محافظتي الخليل وبيت لحم دون انتشار كما في السابق.

ورغم ارتفاع تكلفة الطن على التجار بنحو 150 شيكلاً مقارنة بالعام الماضي، قرر جبور الإبقاء على أسعار البيع للمستهلكين دون تغيير، لكن ذلك لم ينعكس على المبيعات. وتبدأ الأسعار من 700 شيكل للطن لأنواع الحطب المخلوط مثل اللوز، بينما يصل سعر الطن من الحمضيات والزيتون والصنوبر – وهي الأنواع الأكثر جفافاً وجودة – إلى 1200 شيكل.

ويشير جبور إلى أن حطب الزيتون تحديداً كان شحيحاً هذا العام، ما قلل من توفره ورفع الطلب عليه نظرياً، لكن ضعف الإقبال أبقى السوق راكداً. ويصل جزء من المعروض من مناطق الشمال ومن داخل أراضي الـ48، إضافة إلى حصيلة مزارعين محليين.

في مؤشر آخر على التراجع الاقتصادي، بات بعض المستهلكين يطلبون كميات صغيرة لا تتجاوز 100 كيلوغرام، بل يصل الأمر أحياناً إلى شراء 10 كيلوغرامات فقط، وهو ما يعكس حجم الضائقة المالية لدى الأسر.

كما يبيع جبور خشب "المشاتيح" بـ300 شيكل للكمية البالغة 360 كيلوغراماً، ويستخدمه البعض بديلاً أرخص أو لمزجه مع الحطب الأخضر للحصول على شعلة أفضل.

بحسب جبور، يبدأ عادة التحضير لموسم الحطب خلال فصل الصيف عندما يكون سعر الطن منخفضاً إلى النصف تقريباً، قبل أن تبدأ المبيعات الفعلية في أواخر الصيف وبداية الشتاء. لكن هذا الموسم لم يشهد الحركة المتوقعة، باستثناء «ارتفاع طفيف» خلال موجة البرودة الأخيرة، سرعان ما تلاشى مع عودة الطقس الدافئ.

ويرى جبور أن الظروف الاقتصادية دفعت كثيراً من العائلات إلى البحث عن وسائل تدفئة بديلة، مثل الكهرباء عند توفرها، أو الغاز، أو حتى تقليل الاستهلاك بشكل عام، ما يفاقم الركود في سوق يعتمد في نشاطه على برودة الطقس وقدرة الناس على الإنفاق.

 

 

 

 

 

 

 

Loading...