الفرصة الأخيرة لدرء مجاعة محققة بغزة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(0.89%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.73(%)   ARKAAN: 1.30(0.76%)   AZIZA: 2.67(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(4.11%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(0.00%)   ISH: 1.00(0.00%)   JCC: 1.62(1.25%)   JPH: 3.58(0.00%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 3.00( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.74(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.94(1.03%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.10(1.85%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.08( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.72(0.00%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.17( %)   TPIC: 1.95(2.50%)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.40( %)   VOIC: 5.29( %)   WASSEL: 1.02(0.00%)  
11:43 صباحاً 19 آذار 2024

الفرصة الأخيرة لدرء مجاعة محققة بغزة

الاقتصادي- سامي مشعشع، الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا السابق - أكثر من مليون فلسطيني في غزة يواجهون الموت جوعا خلال 45 يوما. إما أن نرثيهم الآن خلال شهر رمضان أو نتحرك (نحن أبناء جلدتهم) لإنقاذهم.

فلسطين – الفسحة الزمنية لإنقاذ مئات الألوف من أطفال ونساء ورجال غزة من الموت جوعا بعد أن يتحولوا لهياكل عظمية تضيق كل يوم. أمامنا 45 يوما (من منتصف الشهر الحالي وحتى بدايات شهر أيار) وإن لم ننجح بإنقاذهم نكون قد فقدنا الحق بإنسانيتنا وبفلسطينيتنا.  

كيف ولماذا ولكي لا نقول لم نعلم؟! 

عكف 40 خبيرا عالميا من 18 مؤسسة أممية مختصة ومنظمات غير حكومية كبيرة على إنجاز دراسة مستفيضة وعلمية وعلى تحليل للبيانات الواردة من كل وكالات الأمم المتحدة العاملة ميدانيا ومرتكزة على بروتوكولات ومعايير عالمية والهدف كان لتحديد مدى خطورة انعدام الأمن الغذائي وتفشي المجاعة بغزة بمراحلها المختلفة المتعارف عليها دوليا. نتائج الدراسة خرجت بتقرير تحت عنوان باهت "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" ولكنها زخرت بمعطيات مفزعة ومروعة وكارثية على أهلنا بغزة.

التصنيف العالمي يخصص خمسة مراحل لتحديد مستويات سوء التغذية الحاد وصولا للموت جوعًا. ما يهمنا هنا هو المرحلة الثالثة (أزمة سوء تغذية حاد) والرابعة (مرحلة انعدام أمن غذائي وسوء تغذية بمستوى الطوارئ وحد الجوع الدائم) والمرحلة الخامسة بشقيها وهي المرحلة المصنفة علميا "بالكارثية" — مرحلة التضور والتحول لهيكل عظمي والموت جوعا.

لا تقولوا إنه لم يتم تنبيهكم يا معشر فلسطين. هاكم الوضع الآن في غزة:

- مليون ومائة ألف غزي، أي نصف سكان القطاع، بحسب التقرير الأممي "قد استنفدوا بالكامل إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف، ويعانون الجوع الكارثي (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) ويواجهون خطر الموت جوعًا". من المهم الإشارة إلى أن هذا الرقم هو أكبر عدد على الإطلاق سجله التصنيف لأشخاص يواجهون جوعًا كارثيًا على مستوى العالم. تصوروا!

- ⁠- مليونان و300 ألف إنسان في غزة (كافة سكان القطاع) هم الآن ضمن المؤشر والتصنيف الثالث (أزمة سوء تغذية حاد وصعوبة بتوفير وجبة واحدة في اليوم الواحد) وأعداد كبيرة منهم ستنتقل للمستوى الرابع قريبا (انعدام أمن غذائي وسوء تغذية بمرحلة الطوارئ وحد الجوع). التقرير يشير إلى أن حوالي 300 ألف شخص محاصرين في شمال غزة يواجهون مجاعة ضمن التصنيف الخامس (مجاعة حتى الموت) وإمكانية حدوث هذا في أي وقت بين منتصف الشهر الجاري وشهر أيار، مع الإشارة إلى أعداد منهم قد توفوا بسبب الجوع.

- ⁠- سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة (في محافظات الشمال ووسط غزة وأيضا في أجزاء من محافظة الجنوب ) يتجه بسرعة قياسية نحو عتبة المجاعة الحقيقية وتتسارع الوفيات الناجمة عن الصدمات وهي المؤشر النهائي للمجاعة. واحد من كل ثلاثة أطفال يعانون من الهزال ومعرضون للموت البطيء. 

-أكثر من 70٪؜ من سكان محافظات شمال غزة وغزة هي الآن ضمن الموشر الخامس (جوع كارثي وحد الموت). 50٪؜ من سكان دير البلح وخانيونس ضمن المؤشر الخامس و50٪؜ ضمن المؤشر الرابع. أما في منطقة رفح فإن 45٪؜ يقعوا ضمن المؤشر الخامس و35٪؜ ضمن المؤشر الرابع و20٪؜ ضمن المؤشر الثالث.

إنهم يتضورون جوعا حتى الموت فى غزة وهو سلاح الإبادة الجماعية الأكثر فتكا.

لم يتبق سوى فرصة محدودة للغاية لدرء مجاعة محققة — 45 يوما فقط للتحرك الفلسطيني المتواصل في كل الاتجاهات، للتوحد الحقيقي لكافة قوى وأطياف وفعاليات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

إما أن يستمر بعضنا بالشلل التام وعجزهم رغم غضبهم لما يحصل، وإما أن نستمر بخلافاتنا السياسية والفئوية الضيقة وتبادل الاتهامات والبيانات، وإما أن نستمر بالدعاء لهم بعد إفطاراتنا الرمضانية وقبل تناول حلوياتنا المفضلة بالشهر الفضيل، وندعو العالم للتحرك لنصرتهم بالنيابة عنا أو أن نتحرك نحن أهل فلسطين والآن. 

إذا انتظرنا حتى يتم إعلان المجاعة، سيكون قد فات الأوان وسنشهد ببث حي موت الآلاف جوعا. عندها نكون قد فقدنا إنسانيتنا بالكامل. 

الإجابة بأيدينا. 

Loading...