سلسلة من العوامل الطبيعية اجتمعت هذا العام لتضرب موسم الزيتون

الاقتصادي- يشهد موسم الزيتون الحالي في فلسطين تراجعا غير مسبوق في الإنتاج، وصفه المهندس رامز عبيد، مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة، بأنه من "المواسم السيئة جدا التي لم تشهدها البلاد منذ 15 أو 16 عاما، أي سنة شلتونية".
وقال عبيد في حديث لـ"الاقتصادي"، إن الانخفاض الحاد في الإنتاج يعود بالدرجة الأولى إلى التغيرات المناخية التي تضرب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، موضحا أن سلسلة من العوامل الطبيعية اجتمعت هذا العام لتضرب الموسم.
ففي فصلَي كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير لم تنخفض درجات الحرارة بالقدر المطلوب، وهو ما حرم الأشجار من "البرودة الشتوية" اللازمة لتحويل البراعم الخضرية إلى زهرية، ما انعكس مباشرة على عملية الإزهار.
وأضاف أن الأمطار رغم كمياتها الجيدة، إلا أنها هطلت في أيام محدودة وبغزارة عالية، ما أدى إلى جريانها سريعا في الأودية بدلا من تغذية التربة، وبقيت مستويات الرطوبة الأرضية منخفضة. كما شهدت فترة الإزهار تقلبات حرارية حادة، إذ سادت أجواء حارة نهارا وباردة ليلًا، الأمر الذي أضعف عملية التلقيح والإخصاب، وأدى إلى ضعف عقد الأزهار.
ولم يتوقف الضرر عند هذا الحد، بل جاءت موجات الخماسين في أيار/ مايو لتقضي على ما تبقى من الأزهار، حيث تسببت الرياح الحارة والجافة المصحوبة بارتفاع درجات الحرارة في تساقط الثمار وتقليص حجم الإنتاج.
وأكد عبيد أن "التغيرات المناخية أصبحت واقعا يفرض نفسه"، مشيرا إلى أن إنتاج الزيت هذا الموسم سيكون متدنيا بشكل ملحوظ مقارنة مع الموسم الماضي، الذي بلغ متوسط إنتاجه نحو 30 ألف طن.
ويُذكر أن أشجار الزيتون تغطي ما يقارب 575.2 ألف دونم، أي ما نسبته 85% من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار في فلسطين، ويقدر عددها بنحو 12.5 مليون شجرة، منها أقل من 10 ملايين شجرة مثمرة.