الصدأ ليس نهاية القصة.. كيف يُعيد الخبراء الحياة إلى السيارات الكلاسيكية؟
2025-11-04 09:26:29

الصدأ ليس نهاية القصة.. كيف يُعيد الخبراء الحياة إلى السيارات الكلاسيكية؟

الاقتصادي- يقول عشّاق السيارات الكلاسيكية إن الزمن قد يُجمّل المعدن، لكنه لا يرحمه. فالصدأ والتآكل يظلان الخصمين الأخطرين على هياكل تلك التحف الميكانيكية التي تحمل في تفاصيلها عبق الماضي وسحر الصناعة القديمة.

مجلة السيارات الألمانية "أوتو تسايتونغ" أوضحت أن معالجة الصدأ في السيارات الكلاسيكية ليست مهمة بسيطة، بل رحلة ترميم دقيقة تتطلب خبرة وأدوات متخصصة.

تبدأ هذه العملية عادة بإزالة الطلاء القديم، مرورا بتنظيف الهيكل من الشوائب، وانتهاء بطلائه بطبقة واقية تُعيد إليه بريقه وتحميه من عدوّه الأبدي: الرطوبة.

إزالة الطلاء.. البداية من الصفر

عندما تكون السيارة متضرّرة بشدة، يُعد الحمام الكيميائي الخيار الأمثل لبدء العلاج.

وفيه يُغمر الهيكل بمزيج من القلويات والماء ومحفّزات إزالة الطلاء عند حرارة تبلغ نحو 80 درجة مئوية.

تعمل هذه العملية على تفكيك طبقات الطلاء القديمة كيميائيا دون المساس بالمعدن الأصلي.

حمام الفوسفور.. سلاح ضد الصدأ

بعد إزالة الطلاء، تظهر عادة بقع الصدأ المخفية، وهنا يبدأ الحمام الفوسفوري، حيث تُنقع الأجزاء المعدنية في محلول من حمض الفسفور بدرجة حرارة تتراوح بين 40 و50 مئوية.

تُزيل هذه الخطوة بقايا الصدأ بلطف وتمنع تكوّن طبقات تآكل جديدة.

ويُفضَّل أحيانا استخدام مذيبات متعادلة الحموضة، وهي بديل أكثر أمانا للمعادن الحساسة مثل الألمنيوم والفولاذ، إذ تنظف السطح دون التأثير على بنيته.

الطلاء الكهربائي الكاثودي

بعد أن يُصبح المعدن عاريا ونقيا، يخضع الهيكل لمرحلة الطلاء الكهربائي الكاثودي، وهي تقنية حديثة تُغمس فيها السيارة في حمام خاص تمرّ عبره تيارات كهربائية دقيقة.

تجذب هذه التيارات جزيئات الطلاء المشحونة كهربائيا نحو السطح المعدني لتشكّل طبقة حماية متينة تغلّف السيارة من الداخل والخارج.

بديل آخر هو استخدام الطبقة التمهيدية المقاومة للصدأ، أو الاعتماد على عمليات التجليخ بالرمل أو الصودا للوصول إلى سطح معدني نظيف خال من البقايا.

التجليخ بالرمل والصودا والثلج

تُخلط أحيانا المياه مع المواد الكاشطة لتقليل الغبار وتحسين النتيجة.

ويُعتبر التجليخ بالصودا خيارا لطيفا على المعدن، لكنه لا يزيل الصدأ تماما، لذا يُستكمل عادة باستخدام حبيبات البلاستيك أو الزجاج لتنعيم السطح.

ويُحذر الخبراء من استعمال الرمل التقليدي لأنه قد يترك أثرا خشنا يُشوّه السطح.

أما أحدث الأساليب فهي التنظيف بالثلج الجاف، وهي تقنية تُستخدم للمناطق الحساسة مثل غرف المحرك أو الأجزاء السفلية.

فيها تُوجَّه حبيبات من ثاني أكسيد الكربون الصلب بدرجة حرارة تقارب -79 مئوية نحو السطح، فتتحول فور ملامستها إلى غاز، لتزيل الأوساخ والطلاء بلطف دون المساس بالمعدن أو المكوّنات الكهربائية.

لمسات دقيقة وأدوات صغيرة

الأجزاء الصغيرة التي لا يمكن وضعها في أحواض الحمام الكيميائي، مثل المولد الكهربائي أو وحدات التحكم، تُعالج باستخدام معاجين كيميائية مزيلة للطلاء تُطبّق بالفرشاة.

وبعد دقائق، يبدأ الطلاء بالتقشر ويمكن إزالة البقايا بفرشاة سلكية دوّارة.

أما الصدأ الطفيف، فيمكن التعامل معه باستخدام فرشاة فولاذية أو آلة صنفرة، بينما تتطلب الحالات العميقة مزيل صدأ خاصا لإيقاف التفاعل الكيميائي ومنع انتشاره.

 

Loading...