الاقتصادي - واصل الدولار الأميركي ارتفاعه أمام الشيكل الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، مسجلاً 3.41 شيكل لكل دولار، وهو المستوى الأعلى منذ عدة أشهر. يأتي هذا الصعود بعد فترة طويلة من الاستقرار النسبي في نطاق تراوح بين 3.30 و3.35 شيكل، وهو من أدنى المستويات التي سجلها الدولار أمام الشيكل منذ كانون الثاني/ يناير 2021.

وفي تفسيره لأسباب هذا الارتفاع، قال الخبير المالي محمد سلامة لـ"الاقتصادي"، إن القرار الأخير للفيدرالي الأميركي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، عزز من قوة الدولار أمام معظم العملات العالمية، بما في ذلك الشيكل.

وأضاف سلامة أن تصريحات مسؤولين إيرانيين مؤخراً حول استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم زادت من التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ما انعكس سلباً على أداء الشيكل، بالنظر إلى حساسية السوق الإسرائيلية تجاه التطورات الإقليمية.

كما أشار إلى أن فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعريفات جمركية جديدة أثّر على أسواق الأسهم العالمية وأحدث موجة من عمليات التحوط، وهو ما ساهم في تعزيز الطلب على الدولار وتراجع الشيكل، في ظل سلوك المستثمرين نحو الأصول الأكثر أماناً.

ولفت الخبير المالي إلى أن تراجع الشيكل جاء أيضاً نتيجة لعمليات تحوط من قبل البنك المركزي الإسرائيلي وشركات الاستثمار الدولية، إلى جانب ما وصفه بـ"عوامل فنية" تتعلق بالحاجة إلى تصحيح الاتجاه بعد فترة طويلة من انخفاض سعر صرف الدولار.

وحول التوقعات المستقبلية، رجّح سلامة أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي لسعر صرف الدولار أمام الشيكل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، متوقعاً أن يتراوح السعر بين 3.36 و3.46 شيكل لكل دولار. لكنه أشار في المقابل إلى أن هذا الارتفاع مؤقت، موضحاً أن "المرحلة الحالية هي مرحلة تصحيح، وعلى المدى الأبعد سيستعيد الشيكل بعضاً من قوته".