الاقتصادي – تسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في الضفة الغربية هذا العام بخسائر فادحة في موسم الزيتون، الذي يُعدّ أحد أهم روافد الاقتصاد الفلسطيني.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة، محمود فطافطة، في حديث خاص لـ"الاقتصادي"، أن أكثر من 60 إلى 70 موقعاً زراعياً أصبح مغلقاً أمام المزارعين بفعل قيود الاحتلال والمستوطنين، ما حال دون قطف الثمار في مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة خلف الجدار أو قرب المستوطنات.

وأضاف فطافطة أن آلاف المواطنين منعوا من الوصول إلى أراضيهم خلال الأيام العشرة الأولى من الموسم، كما ظهرت مواقع جديدة ممنوع الوصول إليها هذا العام، ما يزيد من حجم الخسائر مقارنة بالمواسم السابقة.

المناطق الأكثر تضرراً والخسائر الاقتصادية

وأوضح أن الاحتلال منع الوصول إلى أراضي المزارعين في كوبر، ترمسعيا، المغير، أبو فلاح، وكفر راعي، حيث تُقدّر مساحة الأراضي المحرومة من القطف بأكثر من 5 آلاف دونم في كفر راعي وحدها.

وأشار إلى أن موسم الزيتون الحالي يعدّ من أضعف المواسم خلال 16 عاماً، لافتاً إلى أن نصف مليون شجرة زيتون لم يتمكن المزارعون من قطافها العام الماضي على مساحة 35 ألف دونم، بينما وصل الحرمان في الموسم الذي قبله إلى 110 آلاف دونم.

ولفت فطافطة، إلى أن الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الموسم الماضي تجاوزت 12 مليون دولار، تشمل الإنتاج المباشر للزيت والزيتون. كما أن الظروف الجوية غير المستقرة وقلة الأمطار ساهمت في تدني الإنتاج هذا العام، إلى جانب منع الوصول للأراضي.

وبالمحصلة، فإن الإنتاج المتوقع لموسم الزيتون هذا العام متدني بالفعل، واستمرار منع الاحتلال المزارعين من الوصول إلى أراضيهم يزيد الوضع سوءا، ما يهدد الإنتاج المحلي ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الزيت بسبب نقص المعروض، وهو ما يفاقم الأثر الاقتصادي على المزارعين والمستهلكين على حد سواء.

وانطلق موسم قطف الزيتون للعام الزراعي 2025 – 2026 في جميع محافظات الوطن، اعتباراً من يوم الخميس 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وسط توقعات بأن إنتاج هذا الموسم لن يتجاوز أكثر من 7,500 طن من الزيت، ما يعكس موسمًا متدنيا مقارنة بالأعوام السابقة.