الاقتصادي- أفادت صحيفة كورية جنوبية، بأن هيونداي موتور نصحت موظفيها الذين كانوا على وشك القيام برحلات عمل إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، بتأجيلها إلا إذا كانت ضرورية. يأتي ذلك بعد اعتقال مئات العمال الكوريين الجنوبيين في مداهمة لمنشأة تصنيع تابعة لهيونداي موتور في ولاية جورجيا الأميركية الأسبوع الماضي. ولم تعلق هيونداي موتور بعد على التقرير الوارد في صحيفة مايل بيزنس، الذي جاء نقلاً عن مصادر في القطاع لم تسمها.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن على الشركات الأجنبية التي تستثمر في الولايات المتحدة توظيف وتدريب العمال الأميركيين، وذلك تعليقاً على مداهمة مصنع تابع لشركة هيونداي. وفي منشور يوم الأحد على منصته "تروث سوشيال"، دعا ترامب "جميع الشركات الأجنبية التي تستثمر في الولايات المتحدة إلى احترام قوانين الهجرة في أمتنا". وواصل ترامب قائلاً: "استثماراتكم مرحب بها، ونحن نشجعكم على جلب أفرادكم الأذكياء جداً، ذوي المواهب التقنية الرائعة، بشكل قانوني، لبناء منتجات عالمية المستوى، وسنجعل ذلك ممكناً لكم بسرعة وبشكل قانوني، ما نطلبه في المقابل هو أن تقوموا بتوظيف وتدريب العمال الأميركيين".

ويوم الخميس، شنت السلطات الأميركية مداهمة لمصنع بطاريات هيونداي في جورجيا فيما وصفته بأنه "عملية إنفاذ كبرى لقوانين الهجرة". وتحدثت المدعية الأميركية مارغريت هيب يوم الجمعة عن "أكثر من 400 عامل غير شرعي.. تم تحديدهم واحتجازهم". وأظهرت مشاهد من عملية الدهم عمالاً موقوفين مكبّلي الأيدي والأقدام أثناء صعودهم في حافلة. وأفادت مجموعة إل جي إينرجي بأنه تم توقيف 47 موظفاً لديها، هم 46 كورياً جنوبياً وإندونيسي. وأوضحت أن حوالى 250 من الموقوفين موظفون لدى شركات متعاقدة معها ومعظمهم كوريون جنوبيون".

وأدت الاعتقالات التي وصلت إلى نحو 475 عاملاً إلى توترات دبلوماسية بين واشنطن وسيول. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في سيول يوم الجمعة، إنه لا ينبغي انتهاك الأنشطة الاقتصادية للشركات المستثمرة في الولايات المتحدة وحقوق ومصالح مواطنيها "بطريقة غير عادلة". وقالت سيول الأحد إن المفاوضات بشأن العمال الموقوفين الذين اعتقلوا من مصنع لشركة هيونداي انتهت، وسيتم إطلاق سراحهم قريباً وإعادتهم إلى وطنهم. أما شركة هيونداي فقالت إنه لا يوجد بين الموقوفين أي موظف لديها.

وكوريا الجنوبية، التي تعد رابع أكبر اقتصاد في آسيا، منتج رئيسي في قطاع السيارات والإلكترونيات، ولها مصانع متعددة في الولايات المتحدة. وتعهدت سيول في يوليو/ تموز الماضي باستثمار 350 مليار دولار في الولايات المتحدة بعدما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على صادراتها. واستثمرت الشركات الكورية الجنوبية مليارات الدولارات في بناء مصانع في أميركا لزيادة حصتها في السوق الأميركية وتجنب الرسوم الجمركية.

ومن بين هذه التعهدات 21 مليار دولار من هيونداي، التي أعلنت لاحقاً في وقت سابق من الشهر الجاري رفع تعهدها إلى 26 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، مع التركيز على الصلب والسيارات والروبوتات. وأضافت هيونداي أن طاقتها الإنتاجية للسيارات الجاهزة في الولايات المتحدة، التي بلغت 700 ألف وحدة العام الماضي، ستتوسع بدرجة كبيرة لتشمل مختلف الطرازات، بما في ذلك السيارات الكهربائية والطرازات الهجينة، دون تحديد الأرقام.